اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: ما خلـّـفه ميسي .. لصلاح!

بعبارة أخرى: ما خلـّـفه ميسي .. لصلاح!

نشر في: 8 يوليو, 2019: 09:06 م

 علي رياح

أربع وعشرون ساعة لا أكثر ، كانت المسافة الزمنية الفاصلة بين درس بليغ ودرس يكاد يشبهه حدّ التطابق ، ولكن ما أكثر الدروس وما أقل الاعتبار!

ودّع منتخب التانغو منافسات كوبا أمريكا كسير الوجدان ، في مشهد (أرجنتيني) تقليدي بملامحه ومؤثراته .. مشهد مكرور على مدى أكثر من ربع قرن ، ولم يشفع له وجود نجم بمكانة وطراز ومهابة وقدرات ميسي ، فكان مشهد الإخفاق القاتل سبباً (وجيها) لدى جانب من المتعصبين كي يتجهوا ، هذه المرّة ، صوب تمثال ميسي في مدينته روزاريو كي يباشروا تحطيمه بالمعاول والمطارق والفؤوس وكل ما وصلت إليه أيديهم ورؤوسهم التي لم تكن تتسع إلا لهذا العرض المأساوي المستمر!

في اليوم نفسه ، كان نجم كروي كبير آخر شغل الدنيا في السنوات القليلة الماضية ، وهو يتنحـّى عن الجادة التي كان يفترض أن توصله وهو ورفاقه ومائة وأربعة ملايين مصري إلى منصة التتويج .. لم يفعل محمد صلاح ما يخجل منه .. لقد كان في قمة العطاء بحدود ما كانت تسمح به نفسه التي كانت تحدثه عن إسعاد شعب كبير اشتاق إلى الفرح في عز الأزمات!

ولكن ما حدث لميسي وصلاح في فاصلة زمنية واحدة يحيلنا مرة أخرى إلى الحقيقة ذاتها ، وهي أن كرة القدم لعبة جماعية ، ولا يمكن لنجم واحد مهما علا شأنه واتسعت إمكانياته أن يكون في مقام الفريق الواحد . ومفردة (فريق) تطرح نفسها هنا كدليل لا يقبل النقض على أن النجومية في عصرنا هذا هي نجومية المجموعة التي تلعب في الميدان ولا تستند في نجاحاتها على لاعب واحد ، وأن الزمن الذي كان فيه لاعب محوري واحد يصنع النجاح والفرح قد ولى تماما إلى غير رجعة!

وإذا كان ميسي قد أصيب بإحباط غير مسبوق بإخفاقه مجدداً في حدث كروي كبير ، بعد أن أطلق الوعود قبل البطولة في كل الاتجاهات ، فإن الجمهور الأرجنتيني وكل عاشق لنجم البارسا في المعمورة ، لم يعد قادراً على استيعاب حقيقة أن نجماً واحداً قادر على فعل الأعاجيب ، لأنه - ببساطة - عاجز عن اختزال أحد عشر لاعباً لهم إحدى عشرة وظيفة تتحرك طول المباراة في مساحة مترامية!

كان هذا هو الدرس المكرور بعد كل هذه الفرص التي أتيحت لمنتخب ميسي ولم يفعل العجب على غرار ما فعله في برشلونة حيث يفرض الفريق الواحد العامر بالنجوم منطقه ويمتثل فيه أي نجم كبير لإرادة جماعية تتحرك ، فاذا غرّد خارج السرب ، كان الفشل في انتظاره هو وفريقه!

أما محمد صلاح ، فهو في رأيي لم يحاول في يوم من الأيام أن يُظهر نفسه على أنه (ميسي مصر) وقد رصدت الأحاديث التي أجريت معه ، ووجدت لديه القناعة الذكية الراسخة بأن منتخب مصر إذا أراد استرداد اللقب الأفريقي بعد غيبة طويلة ، فإن على أفراده جميعا أن ينهضوا بالمهمة وألا يتركوا صلاح وحده في ميدان التحدي ليصب في مجراه العتب أو اللوم أو حتى النقد العنيف حين يأتي خروج حزين كالذي حصل يوم السبت الماضي!

قناعتي الشخصية في هذا الأمر كتبتها في يوم انطلاق البطولة، بمباراة الافتتاح بين مصر مع زيمبابوي ، في مقال عن حظوظ منتخب مصر ومحمد صلاح فقلت ما نصّه :

كنت اتمنى ، وما زلت اتمنى ، أن توضع الآمال المصرية على الفريق ككل ، وفيه نجوم كبار رائعون آخرون .. وفي كرة القدم لا يمكنك دوماً ارتياد النجاح بأن تضع بيضك في سلة لاعب واحد مهما طبقت شهرته الآفاق ، فالعمل يبقى جماعياً في أول الأمر .. وختامه!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram