TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > رئيس مؤسسة المدى: الاحتفاء بالمرأة عيد

رئيس مؤسسة المدى: الاحتفاء بالمرأة عيد

نشر في: 9 مارس, 2008: 06:56 م

فخري كريم

في اكثر من زاوية في بغداد، يحتفل بالمرأة في يومها التاريخي وفي كل احتفال تعاد صياغة حياة المرأة وحريتها لكي تتلاءم مع مفاهيم وقيم يراد لها ان تسود المجتمع

وتتأطر من خلالها ارادة المرأة ونزوعها الى التعبير عن ذاتها الانسانية والافتراضات التي اطلقتها الطبيعية وهي تحتضن ولادتها بوصفها كائن دون ان تحرر اعتبارات لطبيعتها كجنس.

***

ان الاحتفاء بالمرأة (عيد)، لكن المهم ان يكون هذا العيد اعترافاً بكينونتها الانسانية وبوصفها كل حد في الطبيعة كما اريد لها ان تكون لا كما نريدها ان تكون باعتبارها ذاتاً متفردة لا نقيصة قابلة للاستباحة.

***

ان التكامل في الطبيعة، اذ يجد تعبيره في التناقضات المستديمة ينطلق من افتراضات التبادل كضرورة لعمليات النشوء والتطور والتغير واعادة الخلق وهي اذ تجسد التنوع في كل لحظة خلق وارتقاء تزيح التمايز في الوحدة ولا تبدو في صورتها النهائية الا كتعبير متكامل عن الطبيعة ذاتها.

***

فاين الانثى واين الذكر في الطبيعة وما مصادر القوة والضعف في مفرداتها؟

أهي اللغة، منة الطبيعة للانسان من دون الكائنات كلها مصدر هذا التمايز الذي يفترض اعتبارات العبودية او الحرية للكائن الانساني وفقاً لمعايير خارج الطبيعة نفسها؟

***

ها هو الانسان نفسه، يعيد صياغة مفاهيم القوة والضعف من دون قصد منه ولربما بالضد من نزوع "ذكورته" المتباهية ولا تعود بفعل الاكتشافات العظيمة في سائر ميادين العلوم والطبيعة والاجتماع.

وفي النتائج العرضية لها ولا تعود "البنية" والعضلات وحتى الرجولة اساس خلق القيم المادية وادوات انتاجها وتكثيرها ومصادر للوفرة والتنوع واعادة الخلق.

***

لقد امسى العقل والذكاء والارادة الانسانية الايجابية مفردات بديلة للقوة البدنية التي هي صنو التوحش ولحظتها التاريخية وللانسان اذ ارتقى بادواته لانتاج القيم ولاعادة خلقها شارف على تجاوز المفهوم الذي يشكل قاعدة الاستعباد وتهميش الاخر واي استعباد او استبداد يفوق دونية الرجل حين يرى في المرأة قيماً دونية وتمايزاً يضعها في مستوى العيب الاجتماعي او النقص الخلقي او أي أي آخر.

***

في اللغة نتذاكى نحن لنضفي عليها مفاهيمنا، وننحت منها كل مفردة تسمو بنا فوق اقدارنا المتساوية ككائنات لا تتميز الا برجاحة العقل والذكاء والقدرة على الخلق.

لكن ها هي اللغة نفسها تنصفهن وتخدمهن

ها هي القيم العظيمة، تقرن بصفات الانوثة لا الذكورة:

الانسانة، والرحمة، والطيبة والرجاحة والوسامة، والحياة.. والشجاعة والبسالة بل الرجولة والطبيعة ذاتها صفاتها وخذوا الف مثل على الرجولة وقارنوهما.

- حتى الله والسماء مع الانوثة لا تنسوا قول الله "وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امراة فرعون" المرأة مثلاً للرجال والنساء مثالاً للكمال والرحمة والابداع"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram