اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > في كلمة افتتاح الاسبوع..فخري كريم: المدى في بغداد استعادة للحظة التوهج الأولى

في كلمة افتتاح الاسبوع..فخري كريم: المدى في بغداد استعادة للحظة التوهج الأولى

نشر في: 2 مايو, 2008: 07:00 م

فخري كريم

لم تكن لحظة تبلور فكرة "المدى" مصادفة، او نزوة تظاهرية، او حتى تعبيراً عن تفوق ما، الا اذا كان هذا التفوق تفوقاً على الذات، بما يساوره من تردد وشكوك..

كيف يمكن ان تكون كذلك، وقد طغت على مشاغل وهموم الذهن، وتسللت من بين خرائب وانهيارات عصر الامل والتوق الانساني، الذي بدأ في مشارف صعوده، كما لو انه لحظة تحول عظيم من الالام والجور والهمجية الى ضفاف العدالة التي تتساوى فيها اقدار الناس ومصائرهم.

قد تكون فكرة "المدى" تصويبا لمفهوم تسيّد في ثقافتنا السياسية، وفكرنا، منذ توهمنا بان "القوة" ومنطقها وأدواتها وضعتنا على طريق الحرية من دون ان نأبه او نتنبه الى ان تلك القوة عطلت طاقة الابداع والخلق، التي كانت في اساس اكتشافنا الذات ومكامن القوة الحقيقية فيها..

تبلورت فكرة المدى مع تلك اللحظة التي لم تستطع فيها كل قوى الردع، والسطوة ومفاهيمها حماية نظام قام على فكرة التفوق الانساني، ولا حركات كبرى ادّعت لنفسها احتكار الحقيقة والتعبير عن قيمها الرفيعة.

وبدت في تلك اللحظة فداحة الوهم وسذاجته، فقد استبدلنا القوة الحقيقية، التي كانت في اساس اكتشاف الانسان لذاته الخلاقة المبدعة، بالقوة العرضية، التي لم تكن سوى احد مخلفات عصر التوحش وقوانين الغاب.

لقد استبدلنا العقل باعجازه، وطاقة الخلق والابداع والحكمة فيه، بسلاح الردع والابادة.. استبدلنا قوة الثقافة والعلم، بمنطق السلاح وتكبيل العقل، وتبديد الثقافة.

حينها تتالت تساؤلات وافكار، تتنازعها حالات اليأس واليقظة.. هل انهيار تجربة استدعت قيم العدالة والحرية، نهاية للأمل؟ وهل القوة، فريضة التطور والرقي ومركزها العقل بما تجسده من حكمة وسمو وهو المكمن الحقيقي لكل قوة وجوهرها.؟

المدى كفكرة انتصرت للثقافة لأدواتها، وتأوهاتها، وشكوكها وتساؤلاتها، رأت فيها عودا لتسييد العقل بوصفه منبع القيم كلها ومصدر التحولات، منذ أن تلمس اول انسان بدائي فروة رأسه متعجباً.

المدى وهي تنتقل الى بغداد تستعيد لحظة توهجها الاول، حين اشرقت، كفكرة تبحث عن الحقيقة، وتستدرج التساؤل عن وجهي القوة والعقل ومنطقهما.. الثقافة والتوحش.

المدى اذ تدشن اسبوعها الاول في بغداد وسط شظايا القوة الباطشة المتوحشة، ترتقي بالمرتجى والامل، وهي تتلمس نبض الناس وهم ينهضون، وتتبع حركتهم وهي تتحدى، وتتجرأ لعلها تنتفض على آخر مخاوفها.. وتتسيّد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram