فخري كريم
فجعنا امس بنبا استشهاد كامل شياع المناضل الوطني الديمقراطي والكاتب الحر والباحث الدؤوب الذي رهن حياته وجهده الفكري من اجل القيم
التي اشترك في النضال من اجلها كل العراقيين الشرفاء الاحرار : قيم العدل والحرية والديمقراطية والتقدم للعراق . استشهد كامل شياع وفي اعماق كل من عرفه او عمل او ناضل معه ذكرى عميقة عن رجل عراقي صميم ، امتزجت في روحه المحبة بالتسامح بالامل بالثقة بالاصرار من اجل الحرية . استشهد كامل في لحظة لم تزل تتقد فيها بضميره جذوة العمل الخلاق من اجل ثقافة ديمقراطية لعراق حر ، ولم يزل هو واثقا من امكانية العمل والسعي بخطى عميقة نحو العراق الذي حلم به : عراق حر ومتعدد وكريم .
استشهد كامل الذي اختار ان يعود الى العراق من منفاه الطويل حين وجد ان العودة ممكنة وان الحلم الذي ارتهنت حياته وفكره له يفرض هذه العودة برغم الرصاص والنار والغدر والجريمة .
استشهد كامل شياع زاهدا ، مثل اي مناضل ومفكر حر ، بالمناصب والمراكز والمواقع مع ان ثقافته العميقة وشخصيته العصامية وتاريخه الشجاع يؤهله لكل تلك المواقع التي ترفع عليها ، مكتفيا بالعمل ، العمل المخلص وحده من اجل الثقافة ومن اجل العراق .
الجرح عميق والالم قاس والدمعة حرى .. لكن هنا في القلب ، في الضمير العراقي الحي ، ثمة نبض متدفق بالامل الشجاع ، انه النبل والشجاعة والشهامة والحرية التي اختصرت برجل : كامل شياع .