علي حسين
خبران من بلاد الرافدين تفصلهما ساعات قليلة، يشيران إلى موجةٍ جديدةٍ من الكوميديا السياسية التي لاتزال تضرب العراق صباح كل يوم، وتكشف عن مستوى الخراب الذي وصلنا اليه.
الأول يقول إن برلماننا العتيد قرر إقالة وزير الاتصالات، وتم جمع تواقيع من اغلبية النواب بذلك، اما السبب فهو مضحك مثل كل قرارات البرلمان، فقد اكتشف السادة النواب بعد ان صوتوا بالاجماع على الوزير ، ان الرجل خدعهم ، لانه مشمول باجراءات المساءلة والعدالة، وهي طبعا اجراءات يستخدمها البرلمان وقت الحاجة، ومن يريد ان يتأكد يستمع الى حوار وزير الكهرباء مع قناة الحرة حيث قال بالحرف الواحد: "تأتي مجموعة من النواب كل يوم وكل واحد منهم يحمل ملفات تعيين لمعارفه، ويقولون لي ان الوزير الفلاني رأسه ناشف، ورفض تعيينهم.. بس شوف شراح نسوي بي ، راح نستدعي للبرلمان ونستجوبه" .
الخبر الثاني، يقول أصحابه إن البحث لا يزال مستمرا عن وزيرة للتربية، فبعد ان فشلت أربع نساء، هناك من يضع عينه على "التكنوقراط" ناهدة الدايني.
في حوار له مع احد الصحفيين يقول الكاتب الروسي انطوان تتشيخوف: " على المسؤول عن تعليم النشء الجديد أن يكون مثقفا وفنانا وإنسانا مغرما بعمله، أما المشرفون على التعليم عندنا فهم بسطاء سذج، أنصاف متعلمين، يجب أن يحتل التعليم المركز الأول وأن يكون متاحا للجميع".. كانت هذه الكلمات قبل اكثر من مئة عام ويبدو حديثه هذا معاصرا تماما لما نعيشه اليوم في العراق، وكلماته هذه تليق لأن توضع في واجهة اي مدرسة "طينية" في العراق، اليوم يطرح السؤال بوضوح: كيف يمكننا تطبيق مثل هذه الأحلام فى العراق؟ ونحن نجد ان بعض القائمين على شؤون البلاد، تداخلت عندهم السياسة مع ألعاب الفساد مع المحاصصة مع زمرة المنتفعين في ان يتولوا مناصب مهمة لتكون النتيجة واضحة: لا أمل على الإطلاق فى محاولة إصلاح النظام التعليمي والخدمي .
بعد ستة عشر عاما على التغيير، نجد ان القائمين على امور البلاد، ينظرون الى التربية والتعليم باعتبارهما كماليات، زائدة عن الحاجة، لا يشغلهم التدهور الذي اصاب هذا القطاع، بل ان وزارة التربية عانت ما عانت بسبب اختيار اشخاص لا يمتون بصلة الى قطاع التربية والتعليم، فتحولت الوزارة العريقة في النهاية الى حقل تجارب يسعى من خلاله صاحب المنصب الى تنفيذ سياساته الخاصة ورؤاه الشخصية على قطاع مهم في حياة الشعوب، ومن الغريب ان نجد اثنين من وزراء التربية في عراقنا الجديد فلاح السوداني وخضير الخزاعي كانا يستحرمان من الفنون بل إن أحدهما طالب بازالة التماثيل التي في واجهة معهد الفنون الجميلة كي يستطيع زيارته! .
جميع التعليقات 2
ناطق حقي
كان التعليم اهم ما أهتمت به اليابان ، و لعله من أهم أسباب تقدمها ..
Anonymous
التربية والتعليم اهم قطاعين لتطوير مسيرة التنمية في بلدنا الذي يعاني من تبعات الحقب السابقة وحقبة ما بعد الاحتلال التي كرست التخلف والمحاصصة والطائفية