ذي قار / حسين العامل
كشفت لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة ذي قار عن تدني غير مسبوق بنتائج مرحلة الثالث متوسط والتي بلغت 34 بالمئة على مستوى العراق
و 37 بالمئة في محافظة ذي قار، وفيما عزت أسباب التدني الى الفشل الإداري واكتظاظ الصفوف الدراسية وتدهور البنى التحتية والتوجه الحكومي لخصخصة التعليم من خلال افتتاح مدارس أهليّة لا تلتزم بضوابط التعليم ، وصفت تدني نسب النجاح بالكارثة العراقية التي لم تحصل من قبل في مجال التعليم.
وقال رئيس لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة ذي قار الدكتور شهيد الغالبي للمدى : إن نتائج مرحلة الثالث متوسط كانت مخيبة للآمال في عموم البلاد وقد كانت نسبة النجاح على المستوى الوطني 34 بالمئة وهذه نسبة متدنية جداً ، فيما كانت النسبة في ذي قار 37 بالمئة"، وأضاف إن " هذه النسب المتدنية هي نسب غير مسبوقة ولم تشهدها المدارس العراقية منذ تأسيسها ". وتابع الغالبي إن " العملية التربوية والمدارس العراقية كانت تواجه جملة من المعوقات على مدى تاريخها لكنها لم تصل الى هذا المستوى المتدني من النجاح "، واصفاً نسب النجاح الحالية بأنها كارثة عراقية في مجال التعليم وليس كارثة محلية تخص محافظة ذي قار فقط .
وعن أسباب تراجع نسب النجاح في محافظة ذي قار قال رئيس لجنة التربية والتعليم العالي إن " تدني نسب النجاح يعود الى جملة من الأسباب من بينها اكتظاظ المدارس وتدهور البنى التحتية والفشل الإداري والتغيير غير المدروس والمتكرر للمناهج الدراسية ناهيك عن تدني نسب النجاح في المدارس الأهلية "، مبيناً إن " 17 مدرسة أهلية في محافظة ذي قار كانت فيها نسبة النجاح بالمرحلة النهائية للدراسة المتوسطة صفر ولم ينجح فيها أي طالب من طلاب تلك المرحلة".
وأوضح الغالبي إن " المدارس الأهلية وإن كانت لا تشكل 10 بالمئة من أعداد المدارس في محافظة ذي قار إلا أن تحقيق نسبة صفر في 17 مدرسة منها من المؤكد يؤثر على النسبة العامة للنجاح في المحافظة ".
وعن الاجراءات التي ستتخذها اللجنة التربوية في المحافظة حيال تدني نسب النجاح قال الغالبي إن " اللجنة التربوية في مجلس المحافظة ستعقد يوم الثلاثاء القادم اجتماعاً موسعاً يضم مدير عام تربية ذي قار ومدراء أقسام التربية وأعضاء الجهات المعنية بالامتحانات واللجان التربوية الأخرى وذلك لبحث أسباب التدني ووضع النقاط على الحروف "، مبيناً إن " على مديرية التربية أن توضح أسباب التراجع في الدراسة المتوسطة ". وعن الإجراءات الخاصة بالمدارس الأهلية قال رئيس لجنة التربية والتعليم إن " المدارس الأهلية أخذت تُفتح كيفما اتفق ومن دون التقيد بالضوابط وبعضها افتتحت في منازل "، وأضاف إن " الاجتماع القادم سيبحث أيضاً آلية عمل المدارس الأهلية وتدني نسب النجاح فيها وسترفع جملة من التوصيات بصددها". ورجح الغالبي أن "تُرفع توصيات بإغلاق المدارس الاهلية التي لم تحقق نسب نجاح جيدة "، مستدركاً إن " إغلاق المدارس الأهلية لم يعد بالأمر السهل كون التوجه العام هو توجه رأسمالي ويتجه نحو خصخصة التعليم وقد باتت العملية في المدارس الأهلية تتجه صوب المعاملات التجارية وليست التربوية ".
وأوضح الغالبي إن " قرار إغلاق المدارس الأهلية التي حققت نسبة صفر بالامتحانات الأخيرة لا يخضع الى سلطة الحكومة المحلية في ذي قار وإنما الى المديرية العامة للتعليم الأهلي والأجنبي في وزارة التربية"، منوهاً الى أن " اللجنة التربوية سترفع توصياتها حول إغلاق المدارس الأهلية الفاشلة الى وزارة التربية وعلى الوزارة أن تتحمل مسؤولياتها بهذا الصدد". يذكر أن معظم الطلبة في العراق باتوا اليوم لا يحققون النجاح المطلوب من دون الاستعانة بالمعلمين والمدرسين الخصوصيين أو اللجوء الى بعض المدارس الأهلية لفهم دروسهم واستيعاب المناهج المقررة على الوجه الأمثل ، وقد اسهمت المشاكل التي يواجهها قطاع التعليم في ارتفاع معدلات الرسوب وتسرب الطلبة من المدارس وتفشي الأمّية بين اوساط وقطاعات واسعة من المجتمع.
وكان مجلس محافظة ذي قار اعرب يوم الخميس ( 20 حزيران 2019 ) عن قلقه من تدني نسب النجاح في المرحلة المنتهية من الدراسة الابتدائية والتي انخفضت بواقع 16 بالمئة عن العام الدراسي المنصرم ، وفيما وجه بتشكيل لجنة مشتركة لبحث أسباب تدني نسب النجاح وتشخيص مكامن الخلل، قرر استضافة مدير التربية والجهات ذات العلاقة لبحث النتائج التي تتوصل لها اللجنة المذكورة.
وتضم مدارس محافظة ذي قار أكثر من 600 ألف تلميذ وطالب، يتوزعون على مختلف المراحل الدراسية (رياض الأطفال، ابتدائية، متوسطة، إعدادية، ثانوية، معاهد معلمين وتعليم مهني)، في حين تضم المحافظة نحو (1137) بناية مدرسية تداوم فيها نحو 2000 مدرسة أو معهد، معظمها بدوام ثنائي أو ثلاثي وبعضها بدوام رباعي والكثير منها يعاني من التقادم، فيما لا زالت أكثر من 100 مدرسة طينية وعشرات المدارس الكرفانية يداوم فيها الطلبة حتى الآن. وكانت لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة ذي قار حذّرت في الـ ( 19 أيلول 2017 ) من ارتفاع معدلات تسرب الطلبة من مقاعد الدراسة وتفاقم مشكلة الأمّية على خلفية صدور قرار وزاري يقضي بتقليص حصة الطلبة من القرطاسية واقتصار توزيعها على الصفوف الثلاثة الأولى في المدارس الابتدائية، فيما عدت اللجنة القرار بأنه يشكل تهديداً لمكاسب التعليم المجاني وإلزامية التعليم.
وكان مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار حذّر يوم الاربعاء ( 13 شباط 2019 ) من ارتفاع معدلات تسرب الطلبة والتلاميذ من مختلف المراحل الدراسية ، وفيما عزت أسباب تدهور العملية التربوية الى تداعي البنى التحتية ونقص الأبنية المدرسية واكتظاظ الصفوف الدراسية وصعوبة المناهج فضلاً عن والظروف الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في محافظة ذي قار.