محمد حمدي
تقترن بطولة غرب آسيا بكرة القدم بنسختها التاسعة التي يضيفها العراق من نهاية الشهر الحالي حتى الرابع عشر من الشهر المقبل
بأهمية خاصة ومفصّل كبير سيوثق قدرتنا على تنظيم البطولات الآسيوية المقرّة رسمياً وسيفتح الطريق على مصراعيه نحو بطولات أخرى لن تقتصر على ثلاث مدن فقط وهو ما نتوقعه بعد أن نوثق الختام في ملعب كربلاء الدولي بنجاح ساحق يشهد به الجميع.
الأجمل والأكثر أملاً هو دخول الحكومة بجميع إمكاناتها ممثلة بوزارة الشباب والرياضة والحكومات المحلية على خط التنظيم والمساعدة بتناغم كبير مع الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، حيث بدأت الاستعدادات مبكّرة لهذا الغرض وأخذت الوزارة على عاتقها توظيف الامكانات المشار اليها بتواجد الوزير والكادر المتقدم لوزارته يضاف لها اللجان العاملة التي تدرّبت بصورة جيدة للعمل وفق السياقات المعمول بها عالمياً وإن كانت الأمور تسير بهدوء واحتراف، ولكن نقولها للجمهور إن العمل يومياً يواصل الليل بالنهار دون أن يترك أية شاردة أو واردة متوقعة بحلول سريعة وآنية.
ولعل ما طرحته اللجنة الإعلامية حتى اليوم من فعاليات استباقية سيجعل الجميع يعيش حالة الاطمئنان التام على أن العمل قد وصل الى مراحله النهائية مبكراً وبالوجه الأمثل الذي يشرك جماهيرنا الرياضية لتكون حلقة النجاح الأبرز في جلب الانظار الى البطولة التي ستشارك فيها خيرة المنتخبات الخليجية إضافة الى المنتخبات الأخرى بأنفاس داعمة ومساندة لتوجه العراق الحثيث الذي زرع قبل سنوات ونضج اليوم لينتج تحضيراً هائلاً نحو رفع الحظر كلياً عن ملاعبنا وستكون بطولة غرب آسيا هي الرهان الأكبر.
لقد كان تركيز وزير الشباب والرياضة على الجانب الإعلامي الرياضي وحضوره المؤثر ومهنيته هو حجر الزاوية، ونعتقد أن التشخيص كان في محله فأسلحة الإعلام القوية هي من صنعت دولاً لها ريادتها في استضافة البطولات والتأثير في الرأي الرياضي والجماهيري تحديداً بما ينعكس على رخاء البلد في الجوانب الأخرى وانفتاحه بواسطة الرياضة هو استثمار في مجال هائل لا يعرف الحدود ويتفوّق بقوة على الاستثمارات الأخرى.
من ذلك كله، ومن امتلاكنا لعناصر النجاح بوجود الملاعب الكبيرة المجهزة والجماهير الهائلة المؤثرة والإعلام الداعم نكون قد حققنا كسباً طالما حلمنا به وسنعدّ العدة بسرعة للبطولة الأكبر التي ستلي بطولة غرب آسيا، ولنا ثقة مطلقة أنها لن تكون بعيدة سواء للفئات العمرية التي أنيطت أحد تصفياتها في العراق أو بطولات المتقدمين والأندية أيضاً.
حلقة أخرى لابد من التذكير بها تكمن في تناسي أية خلافات داخلية لهذه الفترة القصيرة التي ستعيش بها جماهيرنا الرياضية لحظات رائعة تشجّع وتؤازر سواء في كربلاء أم أربيل، وليكن نكران الذات تحت شعار فوز العراق بكل شيء هو هدفنا الأسمى لأن هذه البطولة تحديداً ستنال اهتماماً غير مسبوق، ويُسلّط الضوء عليها في ختام المواسم الكروية والبطولات التي أفلتْ مع نهاية كأس أفريقيا في مصر، وبالتأكيد فإن الحرص لدى الجميع سوف لن يخضع للمزايدة وتجارب النجاح والتميّز الكثيرة تولد لنا شعوراً رائعاً بأننا مقبلون على مشاهدة بطولة جميلة ترقى الى ما تنتظره جماهيرنا الرائعة، وتاريخ سيسجل لنا أياماً لا تُنسى مع الأشقاء الضيوف بتنافس كبير وأجواء رياضية حقيقية.