اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ويح أمةٍ تناست أبو مازن

العمود الثامن: ويح أمةٍ تناست أبو مازن

نشر في: 20 يوليو, 2019: 09:57 م

 علي حسين

فى البداية وقبل هذا التاريخ بأكثر من عشرة أعوام، كنت مثل كثيرين يبحثون عن الغريب والمثير في عالم السياسة العراقية،

كان هذا قبل أن تنفجر حنفية المضحكات بأشكالها وألوانها البراقة "عباس البياتي.. خالد العطية.. محمود الحسن.. عتاب الدوري..علي حاتم السليمان.. عواطف النعمة.. محمود المشهداني.. حنان الفتلاوي.. صالح المطلك وعشرات غيرهم"، كانوا معينا لي في الاستمرار بكتابة عمود يومي، طبعا لا يسعني إلا أن أوجه الشكر الخاص للسيد إبراهيم الجعفري الذي تفوق على الجميع ، وأثبت أنه المؤسس الحقيقي لمدرسة الكوميديا السياسية في العراق.

بعد سنوات سنكتشف أن المهازل السياسية ليست موسما وينتهي، لكننا وجدنا مصابي وباء المهازل يتكاثرون وكأنهم يثبتون بالدليل القاطع أن هذه المدرسة لن تغلق أبوابها، وأن "جنابي" سيجد دائما موضوعا ساخنا يملأ به هذه الزاوية.

ولأنّ الله رحيم بعباده من العراقيين، فقد تلقيت بسرور بالغ الرسالة "الثورية" التي وجهها النائب أحمد الجبوري الملقب بـ "أبو مازن" والذي يحذرنا فيها من أن سيادة العراق في خطر والسبب المؤامرة "الدنيئة " التي تقودها الإمبريالية ضد عدد من "الكفاءات" العراقية من أمثال نوفل العاكوب صاحب المقولات "الحكيمة" من عيّنة "المطرك" و"التمضرط" ، وكان بالإمكان أن تنتهي الحكاية عند البيان الذي أصدره احمد الجبوري ، لكنّ المفاجأة الكوميدية هي إصرار أبو مازن على أن يحول الأمر إلى مسرحية كوميدية من طراز خاص، فالرجل بعد أن ينعى غياب الوطنية عند العراقيين لأنهم لم ينتفضوا من أجله، لانه يمثل "كرامة بلد وسيادة شعب"، يعلنها صريحا أنه سيصبح عميلا، فقد شعر باليأس من الوطنية ولهذا فمن: "ليس له بيت عمالة عليه أن يبحث عن بيت عمالة يؤويه". 

تتذكرون كيف خرج علينا ذات يوم أحمد الجبوري "أبو مازن"، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الكاولية ! فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لا تريد أن تعطي رجلاً بحجم"أبو مازن" حقه، فمنصب وزير ومحافظ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين ، لا تكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه "الزعيم". 

مهمة السياسي في دول العالم التي لا يمثل فيها النائب دورا كوميديا ، هي أن يرتقي بالعمل السياسي، ويضع هموم الناس تحت المجهر، ، لكننا في هذه البلاد ، نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين تتميز بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة نافعة ، لكنها في المقابل تجلب المنفعة لكاتب " مشاغب " مثلي ، مطلوب منه ان يرفع يديه الى السماء يشكر الله ليلا ونهار على أن رزقه بهذا النوع من السساسة الظرفاء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram