اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سفينة الوطن أم سفن ايران ؟!

العمود الثامن: سفينة الوطن أم سفن ايران ؟!

نشر في: 23 يوليو, 2019: 09:21 م

 علي حسين

غريب هذا الاندفاع الحماسي فى التعامل مع ازمة ناقلات النفط في مضيق هرمز، أو بالأحرى وساطة العراق لاطلاق سراح ناقلة النفط البريطانية،

فى محاولة إثبات أننا قادرون "والحمد لله" على حل الازمات الكبرى ، وعلى الفئة المغرضة من الشعب ان تموت بغيضها، ولاننا شعب يحب القضايا الكبرى!!، فقد امتلأت صفحات الفيسبوك العراقية بالسخرية من تسريحة شعر رئيس وزراء بريطانيا الجديد بوريس جونسون، ولهذا نجد أنفسنا لا نتعاطى مع القضايا الصغيرة، كقضية تعرض فتى في الثالثة عشرة من عمره يسكن بغداد لاغتصاب جماعي من قبل مجموعة من الوحوش البشرية، وكيف عجز القانون عاجز عن مواجهة المجرمين، وماذا فعلت عشائر الوحوش وهي تهدد عائلة الضحية بالتهجير او القتل ان لم تصمت !.. هكذا هي ديمقراطية عشائرنا، وهذه هي الدولة التي يراد لها ان تقف الى جانب الظالم وتسخر من المظلوم، والأصعب من ذلك ان المجتمع بأكمله أصيب بحالة من الصمم إزاء مثل هذه الجريمة، لأننا منشغلون في البحث عن حل لازمة السفينة الايرانية ، ولهذا قرر مجلس النواب " مشكورا " ان يسطر لنا قانون انتخاب على مقاس الكتل الكبيرة، فلا مكان لشخصيات مدنية مستقلة، والتظاهرات التي خرجت من اجل اصلاح قانون الانتخابات، شرب عليها محمد الحلبوسي قدح ماء مثلج من اجل ان يشرع للكتل الرئيسة قانونا على وفق رغباتها ومطامعها . 

ربما يقول البعض: جميل أن يسعى العراق لاستقرار المنطقة، رغم أن معظم سياسييه يتاجرون في مستقبل البلاد، وجميل أيضا أن تسعى حكومتنا للتوسط في الازمة الايرانية ، لكن مَن يحل ازمات سكان السفينة العراقية وهم يعيشون في ظل قائمة طويلة ممتدة عنوانها الفشل والخراب والفساد الناتج من الزواج الكاثوليكي بين السلطة والمال؟

اليوم المواطن المغلوب على أمره مثل "جنابي" يحق له أن يسأل متى يطمئن ركاب سفينة الوطن على حياتهم ومستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا الأشاوس على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح وحيتان الفساد؟، فيما المواطن المسكين حائر تتخبط به الأمواج والخطب والشعارات، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيدا يهتدي به وإليه، باستثناء خطب عن ملابس المرأة، والإصرار على أننا طلاب آخرة ولسنا طلاب دنيا، ولهذا لا داعي لإقامة مصانع ومعامل ما دامت هناك جارة بحاجة الى دولاراتنا .

يسعى البرلمان الى ان يهرب بسفينة الوطن الى الخلف ، يتجاهل الاحتجاجات والاعتصامات ، محاولا ان يوهمنا جميعا أن معركة العراق الحقيقية ليست، مع الطائفية والانتهازية والمحسوبية وسراق المال العام، وانما في قانون يضمن لرموز الخراب الاستمرار في الجلــــوس على انفاس الشعب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram