محمد حمدي
انطوت صفحة الأنشطة الكروية المحلية لاتحاد كرة القدم للموسم الحالي 2018 – 2019 بختام مباريات كأس العراق التي حصدها الزوراء
متفوقاً على الكهرباء بهدف وحيد، وسبقه الشرطة بحسم درع الدوري الماراثوني الذي أرهق الاندية وجماهيرها غاية الإرهاق ليكون الأطول والأكثر تعقيداً في العالم.
ومع انتهاء الموسم نعود كما في كل مرة لتدارس أسباب الاخفاق والارباك وكل ما يبعدنا عن دائرة الابداع في التنظيم والتخطيط كما نراه في العالم من حولنا الذي قطعت اتحادته أشواطا طويلة في حسن التنظيم وأدخال منظومة الجودة في العمل والاستثمار والرياضة، وإن كنا قد طالبنا أنديتنا في الحصول على توقيع لجنة التراخيص لتكون مؤهلة للمشاركة فإن الباب يبقى مشرعاً أمام الأندية ذاتها لتطرح السؤال من الجهة المعاكسة حول إجازة تراخيص عمل الاتحاد فيما يخص الاحتراف والتنظيم ونظام المكافآت، هذا النظام التي خرجت منه الأندية خالية الوفاض وكل ما تحقق لها هو ألقاب للتاريخ بالانجاز وللاعبين ايضا افضل لاعب وأفضل حارس مرمى وأفضل هداف.
الحقيقة أن كل ما يطرح اليوم ليس بجديد مع انتهاء كل موسم كروي ولو استعدنا ذاكرة الأحداث للسنوات القليلة المنصرمة سنجدها متشابهة الى حدود بعيدة في التداول والطرح وأيضا بقاء الاسئلة تدور في فلكها آلياً بلا إجابات شافية، فلا الدوري الطويل دوري الشتاء والصيف اختزل أيامه وشهوره العجاف حراً وبرداً، ولا الإدارة تحسنت بصورة ملحوظة عن سابقاتها بجميع اللجان المسابقات والحكام والانضباط، الارباك والتأجيلات حاضرة والكلام عن عودة دوري المجموعات وارد جداً بعودة دورانية الى الخلف للالتفاف على العدد المترهل للفرق في الدوري الممتاز، يضاف لها تعب الأندية وارهاقها المزمن ومصروفاتها الهائلة في التحضير والاحتراف وتأمين الملاعب والنتيجة هي مجرد درع تذكاري، إن الحجة الوحيدة التي يسوّقها أعضاء الاتحاد بلسان واحد هي قصر ذات اليد وعدم وجود تمويل مناسب من الحكومة لتغطية جميع النفقات المشار إليها حيث تستنزف المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها بمشاركاتها الخارجية خزينة الاتحاد.
وبما أن المصدر الوحيد هو الانفاق الحكومي فستبقى الأمور معلّقة على هذا الانفاق فقط دون غيره حيث تعذرت وسائل الاستثمار سوى من تلك التي لا تشفي الغليل من تذاكر مباريات جماهيرية ونقل تلفزيوني وشركات راعية تحت خط الفقر، ولكن السؤال الابرز هو الى متى سنستمر على هذا المنوال؟ وكيف تمكنت اتحادات من دول فقيرة النهوض بأعباء كرتها كما هو الحال مع مصر والسودان وتونس وفيتنام وغيرها على سبيل المثال لا التحديد؟ ترى هل عجزنا من ترجمة افكارهم على الأرض؟ أم إننا نقع على درجة عظيمة من الاختلاف في كل شيء.
نعتقد أن التجارب كانت خجولة إن وجدت وليس هناك من محاولات جادة لتجربتها أضف الى ذلك أن كم المشاكل الإدارية والقانونية المستمرة لدى اتحادنا قد ألقى بظلاله على عمل المنظومة بصورة تامة وشل حركتها باتجاهات كثيرة جدا بين المحاكم الدولية والداخلية أيضاً واستنزف طاقة الاتحاد وموجوداته وشل الأفكار أيضاً ، وهذا هو التفسير الوحيد لعدم قدرتنا التقدم لخطوة واحدة على أقل تقدير، بل التراجع خطوات إن صح القول.
إن جميع الاسئلة التي طرحناها وتطرح عبر منابر الإعلام يومياً لابد أن تلقى صداها لدى المؤسسات الداعمة لرياضتنا بصورة عامة لتكون الحلول جذرية ولا نعود الى الوراء مرة أخرى.