علي حسين
من خطبة صدر الدين القبانجي إلى منصب حنان الفتلاوي.. كنت أتصور أن الأمر لا يعدو أن يكون نكتة أو محاولة لكسر الملل عن الشعب
الذي يعاني غياب أبرز كوميدييه عباس البياتي ومحمود الحسن، غير أنه بات من الواضح أن منطق الاستهزاء من المواطن، والسخرية من معاناته سيظل حاكما لحياتنا .
فخطيب جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي يعتقد أن التغني بسجايا إيران، يتطلب منه أن يضع نوعا من "البهارات" على خبر يقول إن بريطانيا طلبت من العراق التوسط في حل أزمة الناقلة المحتجزة .. وبعيدا عن الوساطة التي قيل إن العراق يقوم بها، ومحاولات بعض الدول لمنع نشوب حرب في الخليج، هل يستدعي الأمر، من خطيب يفترض أن الآلاف يسمعونه ويثقون بما يقوله، أن يقول بالحرف الواحد إن: "بريطانيا أقسمت على الحكومة العراقية بالعباس أبو فاضل للتوسط عند إيران من أجل إطلاق سراح السفينة المحتجزة " ؟ ، ويضيف: "اليوم بريطانيا تتوسل وتجي للعراق وتكوله لخاطر أبو فاضل بلكي تتوسطنا عند إيران وذوله ربعكم وهمه يدرون إحنه ربع"؟.. قد يقول قارئ عزيز ألا تفرح بأن للعراق مكانة تجعل دولة مثل بريطانيا تطلب منه أن يتدخل لحل نزاع مع إيران؟.. بالتأكيد سأفرح لو أن العراق بلد قوي ومستقر ويطمح ساسته إلى أن يذهبوا به إلى المستقبل، فانا ومثلي ملايين العراقيين نطمح إلى عراق يكون يكون جرماً مضيئا في مدار الأُمم، لا حلقة في ذيل اهتمامات أنقرة وطهران والرياض ، وأخيراً تجلس نصف حكومته ومعها عشرات النواب من أجل أن تتعطف الكويت وتبني بعض المنازل لمهجرين في صلاح الدين والموصل. كان محمد القبانجي يقول "عُراق" بضمّ العين، وحين سُئل لماذا؟ قال مبتسما من يجرؤ على أن يكسر عين العراق؟! اليوم نجد رئيس مجلس النواب العراقي يمد يده "لله يا محسنين".
وكأننا علينا أن نعيش عصر المحسوبية والفشل.. وكأننا نقول للعراقيين إن بذل الجهد والاتقان فى العمل لا يكفيان للفوز بالمنصب، بل، ان إثارة النعرات الطائفية والحرب الضروس لطرد كل من يختلف معك من البلاد، وابتزاز المسؤولين للحصول على صفقات، هي الشهادة التي ترشح لمنصب كبير .
كنتُ ، أتمنى لو أنّ قراراً صريحاً وجريئاً صدر بمنع كل سياسي سعى إلى إثارة النعرات الطائفية من الحصول على منصب كبير، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، لكن يبدو أن المقربين من السيد رئيس مجلس الوزراء لهم رأي آخر، ولهذا كان لابد من أن تنقل لنا الأخبار أن السيدة حنان الفتلاوي ، لم يكن ممكنا أن لاتجلس على كرسي المستشار .