محمد العبيدي
حققت متابعة أخبار العروض الاحترافية لمهاجم المنتخب الوطني ونادي الشرطة مهند علي كاظم أرقاماً قياسية من حيث تناقل التوقعات والاجتهادات
بوجهة اللاعب المقبلة والتي كانت أوروبية وآسيوية وخليجية لعلّ أبرزها يوفنتوس الإيطالي وبنفيكا البرتغالي حتى انتهى به المطاف في نادي الدحيل القطري في صفقة متميّزة سيكون لها مردود إيجابي مشترك له ولناديه الجديد نظراً لما يمتلكه اللاعب من موهبة وكفاءة ومقدرة على التطور بالمستوى وتحقيق الإضافة المطلوبة منه وأكثر، وبالمقابل يعد نادي الدحيل واحداً من أهم الاندية العربية والآسيوية حاليا خصوصاً إنه يتميز بنظام احترافي وطاقم إداري نموذجي على كافة المستويات.
كانت الأمنيات وجملة النصائح التي وجهت الى "ميمي" تميل الى الاحتراف الأوروبي عن غيره سعياً الى استثمار مثل هذه الفرص التي قد لا تتكرر لأسباب عديدة أهمها التخلف المريب في جانب التسويق والترويج للاحتراف والفقر المطقع لطرق وأساليب تهيئة الظروف وتمهيد الأجواء للاعبين نحو مستقبل أفضل ومستويات فنية أكثر تطوراً وفائدة فنية ومادية وهو حال الرياضة الاعتيادي.
المتابعة الإعلامية للوجهة المقبلة لمهند علي خصوصاً بوجود أندية بحجم يوفنتوس على خط المفاوضات اتسمت أغلبها بالمبالغة في نشر المعلومات غير الدقيقة والابتعاد عن المهنية في أحيان كثيرة في كيفية التعامل مع الخبر لمدة زمنية تجاوزت الستة أشهر .
وبشكل عام يعاني اللاعب العراقي من مشكلة كبيرة اثبتتها حالات كثيرة مماثلة وهي الخوف من خوض تجربة الاحتراف في بلد أجنبي يختلف عن منطقة الشرق الأوسط مثلاً باللغة والعادات والتقاليد وهو أكبر خطأ ممكن أن يقع به اللاعب العراقي، وينبع هذا الخوف من ضعف الوعي والمستوى الثقافي العام وتشتت الأفكار وانعدام النضج والقدرة على اتخاذ القرار المناسب مع وجود استثناءات محدودة للغاية ممكن حصرها بتجربتين حققت نجاحاً منقطع النظير وهي احتراف عباس عبيد في نادي بوهانغ ستسلرز الكوري الجنوبي 1996 - 1999، وعلي عدنان في ريزا سبور التركي وناديي اودينيزي وانتاليا الايطاليين وأخيراً في فانكوفر وايتكابس حالياً .
نجاح تجربة عباس عبيد وعلي عدنان لم يأت من فراغ حيث تمكن الأول في التأقلم مع الكوريين في أجواء وظروف صعبة على أي لاعب عربي مهما كانت خلفيته إلا إنه فرض نفسه بقوة ونجح في الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري الكوري عام 1999 وهو انجاز مهم في ظل وجود لاعبين دوليين آخرين.
كما نجح علي عدنان في تسجيل حضور لافت في الدوري الأوروبي وهو أيضاً نموذج متميز يستحق التقدير على المستوى الفني و"الكاريزما" وقوة الشخصية بغض النظر عن سلوكيات اللاعب وتصرفاته غير المنضبطة وتصريحاته الغريبة في أحيان كثيرة إلا أنه كلاعب يمتلك شخصية احترافية عالية المستوى لا تقل أهمية عن أقرانه من النجوم العالميين.
نجاح اللاعبين عبيد وعدنان يمثل تجربة نموذجية على مستوى العقلية الاحترافية للاعبين والقيمة الفنية اللتين أضافاها في الأندية التي ينبغي أن تكون بمستوى لائق يمكن من خلاله ولوج الاحتراف الخارجي باقتدار لاسيما إن العراق يزخر بالخامات والمواهب التي راحت ضحية غياب الحد الأنى لمفهوم الاحتراف.
لعل الفترة التي أعقبت فوز العراق بكأس آسيا عام 2007 كانت مرحلة ذهبية لبزوغ نجومية الجيل الذي مثل الكرة العراقية آنذاك حيث انهالت العروض الاحترافية على اللاعبين وسنحت أكثر من فرصة منها لنشأت أكرم ويونس محمود وقصي منير وهوار ملا محمد للاحتراف في انكلترا وفرنسا واليونان وغيرها لكنها واجهت الفشل لأسباب مختلفة أهمها عدم وجود التحضير النفسي لخوض مثل تلك التجارب بيد أن الاختلاف واضح ولا يحتاج الى توضيح مع اللاعبين من مصر ودول المغرب العربي والأمثلة عديدة من أهمها أيقونة المنتخب المصري وليفربول محمد صلاح.
مسيرة نجوم كرة القدم العربية في الملاعب الأوروبية طويلة وحافلة ومنهم " بن مبارك " النجم المغربي وهو من أوائل اللاعبين العرب الذين احترفوا في الملاعب الأوروبية ، إذ انضم لمارسيليا الفرنسي في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي قبل أن يحط الرحال في الملاعب الإسبانية .
المختصر : إن كرة القدم والرياضة العراقية عموماً بحاجة ماسة الى إحداث ثورة في مجال التوعية والتثقيف والمعايشة ضمن مفهوم الاحتراف والتسويق والاستثمار الذي وصل مراحل في غاية التقدم والنجاح عالمياً .