محمد حمدي
تسير بطولة غرب آسيا التاسعة بكرة القدم بسلاسة تامة في مدينة كربلاء المقدسة وما يثار من زوبعات لا نريد التطرّق لها كونها أحداث جانبية تحصل في كل بطولة في العراق وخارجه ،
والأولى هو تركها منفردة كي لا تثمر عن شيء وغايات تبتعد بنا عن الرياضة والروح الرياضية الجميلة.
تابعت على مدى اسبوع كامل كل ما نشر عن بطولة غرب آسيا في العراق في الصحف والوكالات العربية والأجنبية ، وأجمل خلاصة هي أن العراق بأكمله أمام تحدٍ كبير لنقل صورة مغايرة تماماً عن كل ما يشاع عنه أو يقال ، وهو رهان كبير ومهم ، والأكيد أن لنا أخوة واصدقاء يشاركونا طموح النجاح في هذا الاختبار الكبير ، لذلك أجد أن بعض الأمور السلبية التي قد تحدث هنا وهناك هي من سقط المتاع ولن تؤثر فينا بعد أن قطعنا شوطاً مهما من المشوار الآسيوي الذي أقرّه الفيفا رسمياً واعتمده في التصنيف.
فقد طغت أخبار البطولة ونتائجها ووصول الفرق المشاركة وتصريحات المدربين وعدد كبير من الصور الجميلة للجماهير على صدر الصفحات الرياضية الخليجية بما يثير الدهشة ، وما أن تنطلق مباريات المجموعة الثانية في أربيل حتى تزداد وتتكثف شدّة التغطيات الفيديوية والإخبارية المكتوبة معاً وتكتمل حلقات العمل ، حيث يدرك جميعنا مدى أهمية وتأير الإعلام الخليجي على نقل الاحداث ولو ان جماهيرنا الكبيرة في كوردستان تفاعلت مع البطولة كما هو الحال في كربلاء المقدسة فإننا سنكون قد اصبنا منتصف الهدف المنشود وأسّسنا بقوة لبطولات قريبة أخرى ، ومن يدري ربما مُنح أخرى واستثمارات كبيرة ستنعش الاقتصاد بقطاع الرياضة الحيوي الذي نهض بدول معينة واوصلها الى القمة في سوق العمل بما يتجاوز حاجز النفط الوحيد.
إن ثقافة تقبّل التنظيم والتأقلم والتدريب كمنظومة كاملة أساسها الجمهور الرياضي والإعلام والإدارة الناجحة يتطلّب الكثير من العمل والبطولات وتصحيح الأخطاء من بطولة الى أخرى ، وهي عملية شاقة وطويلة فقدنا التماس بها منذ عام 1979 في دورة كأس الخليج العربي الخامسة التي جرت في بغداد وإن كانت هناك بعض البطولات المتفرّقة التي جاد بها الزمن وأذونات الاتحادين الدولي والآسيوي فهي لا ترقى الى حجم بطولة معتمدة كما هو الحال مع بطولة غرب آسيا التاسعة حالياً والتي يشترك بها الجهد الحكومي داعماً بالاساس لاتحاد الكرة وممثلاً بوزارة الشباب والرياضة التي عملت ومازالت تعمل بنكران ذات قلّ نظيره ودعم البطولة بكل السبل من خلال الإعلام والعلاقات والدعم اللوجستي الآخر، وهناك من جُنّدوا لأجل هذه المهمة بكل معنى الكلمة ، وشعارهم أن العمل ونجاح البطولة يعني أولاً وأخيراً فوز العراق وكسب ثقة الآخرين والتأسيس لمشروع إنهاء الحظر كلياً عن ملاعبنا وهو الأهم والأجدر بالمتابعة والتغاضي عن صغائر الأمور الاخرى.
من خلال هذا الرسم الذي نتابعه يومياً والقراءة لكل ما ينشر نستطيع القول إننا مقبلون على مفصل كبير وثقة ستمنح لنا وتؤكد جدارة العراق وشبابه في تحمّل أعباء المسؤولية لما هو أكبر وأشد ، وإن التركيز على حملة الإعمار وما يقارب من سبعة ملاعب كبرى في طريقها الى الإنجاز وطرحها من خلال التغطيات اليومية سيعزز مطالبنا الصريحة وقوة وأقتدار العراق بكل المسمّيات على تنظيم أكبر البطولات وتمهيد الطريق مشرعاً لعالم الاستثمار الرياضي الهائل في عراق المستقبل.