TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حتى أنت يا .... !!

العمود الثامن: حتى أنت يا .... !!

نشر في: 3 أغسطس, 2019: 10:06 م

 علي حسين

لم تخل قضية افتتاح بطولة غرب آسيا في كربلاء، من بعض الفكاهة والمساخر، فاقت بكثير مساخر ما تفعله شرطة الأنبار ،

وهي تطارد الشباب بحجة العفة والفضيلة، وتحاول الوقوف ضد كل من يكتب عن الخراب والإهمال والفشل الذي عانت وتعاني منه محافظة الأنبار سبب ارتداء " البرمودا " !!

من هذه المضحكات المبكيات، البيان الذي أصدره السيد نوري المالكي والذي طالبنا فيه جميعا أن نعود إلى جادة الفضيلة وأن نتقي الله، فالمالكي غضب من استعراض رياضي فني، اعتقد القائمون عليه أنهم يشاركون ضمن فعاليات بطولة رياضية ، بينما يريد لهم رئيس الوقف الشيعي أن يساهموا في مهرجان لنشر قيم الفضيلة والأخلاق التي ضاعت من هذا الشعب بسبب فتاة أصرت على أن تعزف النشيد الوطني العراقي.

وقبل أن ندخل في تفاصيل مشهد عزف النشيد الوطني، تعالوا أيها السادة نتحاسب على الأخلاق والفضيلة، فلا تزال وسائل الإعلام تتحدث عن مئات المليارات التي صرفت في زمن السيد نوري المالكي على مشاريع وهمية، وأن كلفة هذه المشاريع بلغت ما يقارب الـ 120 مليار دولار، لا يعرف أحد حتى هذه اللحظة بجيوب من دخلت وعششت، وأن هناك مليارات أخرى كان مقررا لها أن تصرف على إدامة البنى التحتية للبلاد من مستشفيات ومدارس ومشاريع صناعية وزراعية، لكنها أنفقت على مجموعة من المقربين، ولكننا بدلا من أن نسمع أصواتاً تدين هذا الإصرار على سرقة المال العام في وضح النهار، فقد خرج علينا من ملأ الأجواء بكاءً على إهدار الأخلاق وضياع الحشمة وانتشار الرذيلة، ووجّه برقيات تحذير إلى اتحاد كرة القدم لأنه يستورد فرقاً تعزف موسيقى وطنية وهو شكل من أشكال المجون، هكذا وجدنا رئيس الوقف الشيعي يصرخ ويفتح مزاد الفضيلة ويتنافس على شتم الموسيقى وتحريمها.

للأسف أن البعض لا يملك مشروعا سياسيا واقتصاديا أو ثقافيا يناسب اللحظة التي نعيشها بمفاهيم الحياة الآن، وليس بمفاهيم القرن الرابع الهجري.. ولهذا نجدهم يُغطون على الخراب والفساد الذي ينخر جسد العراق بمعارك وخطب عن عازفة سافرة لا تريد أن تعرف أننا نعيش عصر فيلم "الرسالة" وأن مهمة مسؤولينا ليست توفير الخدمات والأمن للناس، وإنما تحشيد الجيوش لفتح بلاد الكفار ونشر نظرية علاء الموسوي في كيف تصبح مليارديرا في أربع سنوات وأننا أصحاب رسالة تؤمن بأن الخلاص من كل المشاكل يتلخص في العودة إلى قرون مضت.. وإعادة انتاج المجتمع في ضوء حكايات وأخبار خرافية.. 

غير أن السؤال الذي يطرح في كل معركة مصحكة : لماذا يتحدث المسؤولون عندما يكون الصمت فضيلة، ولماذا يصمتون عندما يكون السكوت جريمة ، ولماذا إذا تحدثوا يصرون على تقديم مشهد كوميدي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram