محمد حمدي
لم يكن أداء منتخبنا الوطني بكرة القدم مقنعاً طيلة زمن مبارياتنا في بطولة غرب آسيا بكرة القدم التي ضيّفتها مدينتا أربيل وكربلاء المقدسة لاسبوعين
حصدنا من خلالها ثمار النجاح في التنظيم كامتحان أولي لمقدرتنا في تضييف بطولات كبيرة تمهيداً لرفع الحظر كلياً عن ملاعبنا، وأقصد بالاقناع ليس فقط المباراة الأخيرة التي خسرناها لصالح المنتخب البحريني بهدف نظيف كلّفنا كأس البطولة التي تمنينا أن نتوّج بها للمرة الثانية في تاريخنا، ولكن في جميع مبارياتنا الخمس أمام لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والبحرين.
وقد تسنّى لي متابعة أغلب الآراء الفنية المختصّة وما أكثرها في هذه الأيام من لاعبين سابقين ومدربين ابتعدت عن الرأي الخاص بالصحافة الرياضية حيث أجمع الأغلبية على أن منتخبنا بتشكيلته المحلية افتقد الى اللمسة التهديفية وحسّ التغيير لدى المدرب في اشواط المدربين وإرباك واضح في اختبار الأفضل من اللاعبين المتواجدين، يضاف الى هذه الآراء مقترحات بضرورة تغيير المدرب كاتانيتش والتخلّي عن خدماته قبل شهر أيلول المقبل الذي سيكون من الصعب فيه تسريحه لظروف قانونية تخص العقد المبرم معه، كما أن موعد التصفيات لكأس العالم 2022 الشهر المقبل سوف لن يتيح لنا المزيد من الوقت لمتابعة آلية الاختيار للمدرب المحلي الذي عاد الحديث عنه قوياً ليكون أملنا في تجاوز مجموعتنا الثالثة التي تضم إيران والبحرين وهونغ كونغ وكمبوديا ضمن التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
وإن كنا نعلم أن الغريمين القويين إيران والبحرين هما الأكثر صعوبة فإننا نجهل الكثير عن كمبوديا وهونغ كونغ، ونعلم أكثر أن الأداء الضعيف للمنتخب بهذه الطريقة التي شهدناها في ملعب كربلاء ستضعنا أمام أسئلة محيّرة كثيرة جداً حول مصير التأهل للمونديال، مع كل ذلك وبمراجعة سريعة لأهم تصريحات كاتانيتش الذي يبدو مصيره غامضاً اليوم فإننا نلاحظ تركيزه بالدرجة الأساس حول التأهل للمونديال وما دون ذلك هو مجرد إعداد لهذه البطولة، وما دمنا قبلنا به وبشرطه الواضح فعلى الاتحاد تحمّله وعدم الركون الى الضغوطات القوية التي تمارس اليوم بالاتجاه الآخر، ونعلم الغاية منها وعدم جدواها، حيث تسعفنا الذاكرة بالكثير من الأمثلة المشابهة للحالة اليوم ووضع انفسنا في زاوية ضيقة لا نحسد عليها، ومن ثم اللهاث خلف مدرب الطوارئ المحلي الذي لم يقدم لنا ما كنا نصبو اليه فضلاً عن الوقت الكبير الذي سنخسره حتى موعد العثور على المدرب والتعاقد معه وإعادة ذات الاسطوانة التي كلفتنا الكثير سابقاً.
نعلم جيداً أن الوضع الصعب الذي أفرزته بطولة غرب آسيا قد وضع جماهيرنا الكبيرة في حيرة من أمرها كون المهمة المقبلة أصعب بكثير ومنتخبنا لا يملك الحس التهديفي بهذه التشكيلة، ولكن بذات الوقت فإن عودة المحترفين الى صفوفه وفي الطليعة مهند علي (ميمي) من قطر وجستن ميرام من الولايات المتحدة سيغيّر الكثير من اطراف المعادلة، وهناك ايضاً المباريات الودية التي يجب أن تتوافر مع منتخبات تفوقنا في التصنيف الشهري واستغلالها جيداً في ايام ( فيفا دي)، وإن توفيرها مع الأجواء المثالية ستكون الأفضل لنا بالتأكيد لتحضير المنتخب للتصفيات والتخلّي عن خلط الأوراق وإرباك وضع المنتخب حيث لا نملك ناصية الوقت والجهد اللذان يتيحان لنا اتخاذ مثل هذه التدابير وكي لا نقع في المحظور مرة اخرى!