محمد حمدي
تحت خط الاحباط نعم نقولها وبثقة بعد أن فرغنا من أنها أندية تحت خط الفقر، فالاحباط يطوّقها من جوانب كثيرة جداً بعضها تقف إداراتها مسؤولة عنه والبعض الآخر
فرضته الظروف والاحوال دون أن يكون لها شأن في ذلك، مناسبة الحديث عن الأندية وظروفها المتعسّرة والمزمنة هي تلك النكسة المروّعة لأحد أكبر وأهم الأندية العراقية الجماهيرية الزوراء الذي مُني بخسارة ثقيلة من مضيّفه اتحاد طنجة المغربي بثلاثة اهداف نظيفة مقابل لا شيء ضمن بطولة الأندية العربية (محمد السادس) الجارية منافسات المرحلة الأولى منها في المغرب، وحقيقة الخسارة هي امتداد طبيعي لسلسلة احباطات مُنيت بها أندية عراقية كثيرة في سفر مشاركاتها الخارجية منها الجوية والزوراء والنفط وغيرها من الاندية في أية بطولة تتمتّع بقدر جيد من المستوى حيث لا نقوى على مقارعة الكبار عربياً وآسيوياً أو حتى مجرّد قراءة وتحليل مصادر القوة والضعف لديهم وباختصار إننا نخوض مثل هذه البطولات ونشترك بها من أجل المشاركة فقط ونحن نعلم أن لا طاقة تذكر لأنديتنا على المقارعة والتنافس الخارجي.
لذلك كلّه، فالنتيجة طبيعية جداً ولا تنذر أبداً بحصول معجزة أو طفرة في عالم المجهول بناء على معطيات كثيرة جداً يعلمها القاصي والداني لمرض هذه الأندية وافتقارها الى الاحترافية والتطوّر ومواكبة ما يحصل في العالم من حولنا وهنا أود أن أذكر كما سجل أحدهم اعتراضا على مداخلتي التلفازية بأن نادي القوة الجوية قد أحرز كأس الاتحاد الآسيوي لثلاث مرات متتالية أذكر بأن هذه البطولة الضعيفة والمهملة لا يمكن إعدادها أو مقارنتها بأية بطولة من الصنف الأول كبطولة اندية آسيا الابطال وليس من سبب يذكر للاسهاب في وصف هذه البطولة التي يعرف الجميع حجمها.
المهم وبحسبة بسيطة وبلا تعقيد كيف لنا أن نتوقع تقديم مستويات تنافسية جيدة في الخارج مع الأندية المتقدمة المحترفة في بطولات لها وزنها في الوقت الذي نسجل فيه اسوأ حالة تنافسية في الداخل يرافقها الإعداد الضعيف وانعدام أهم معطيات النجاح وأقصد بذلك بطولات الدوري المحلي أو بطولة الكأس، فحال الأندية يرثى لها وما أن تنطلق عجلة الدوري حتى تبدأ سلسلة المشاكل الكبيرة لعموم الاندية في الجانب المادي والبنى التحتية والاحتراف والتنظيم وغيرها، اندية تئن تحت وطأة الديون وتراكمها وتأخر صرف المستحقات وأخرى تهدد بالانسحاب من الدوري واتحاد عاجز عن اخراج البطولة وايصالها الى مسك الختام إلا بشق الأنفس وسط أجواء لا تصلح لسير المركبات من شدّة حرارة الجو وليس اللاعبين، وحتى الاندية المؤسساتية والأخرى الجماهيرية الكبيرة لها مشاكلها ايضاً فالزوراء الذي فقد ملعبه الأثير منذ عام 2009 ما زال ينتظر اكماله حتى اليوم وتأخر بحجج وذرائع مختلفة ومثله اندية كثيرة اخرى تقف البنى التحتية عائقا امام عملها البسيط، بل ابسط حقوقها في التمتع بملعب جيد لتحضيرها ومزاولة عملها، وإدارات أندية انشغلت بمشاكلها الإدارية في المحاكم للاستئثار بالسلطة المزمنة دون التفكير بالتطوّر، يضاف الى ذلك الاستثمار في الرياضة الذي صدع رؤوسنا منذ سنوات ولم نجن منه سوى المصطلحات والخطط المرسومة في الهواء ومؤسسات رياضية كبرى اعتمدت الروتين الممل لوأد أية محاولة حقيقية لفتح آفاق الاستثمار واعتماد الاندية على نفسها وليس الحكومة في العمل الاحترافي الرياضي.
هذه الاسباب ملخّصة تجعل من انديتنا صيداً سهلاً في أية مشاركة خارجية وبلا استغراب أو تعليلات لا تمت الى الواقع بصلة وصل ومتى ما تحرّرنا منها وبدأنا أول الخطوات المشابهة الى ما فعلته اندية العالم قبل عشرات السنين حينها ستكون لنا حجة دامغة في العتاب والتحليل والبحث عن أول الانجازات الحقيقية الخارجية على مستوى الأندية.