TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مضحكات السيادة

العمود الثامن: مضحكات السيادة

نشر في: 26 أغسطس, 2019: 09:40 م

 علي حسين

غريبة أخبار هذه البلاد، بينما توارت أخبارانتهاكات تركيا للأراضي العراقية في أكثر من مرة، وصمت البرلمان على تقارير مؤلمة

عن هجرة عكسية تضطر إليها عشرات العائلات الموصلية يومياً نحو مخيمات النزوح ، حيث لا تزال منازلهم مدمرةً وغير صالحة للعيش، ونجدهم يعيشون بين خياري الخيم المهترئة في حر الصيف، أو انتظار سقوط منازلهم فوق رؤوسهم، نجد الفيسبوك وزميله تويتر مع الفضائيات والصحف منقسمة حول القصف الذي تتعرض له مخازن الأسلحة، وانتهاك سيادة العراق، البعض يطالب بالقصاص من إسرائيل والبعض الآخر يطالب بالهدوء، فيما البرلمان يصرخ: "واعراقاه"، وقبل ان يتهمني البعض بالعمالة وبأنني أنفذ أجندة خارجية، ل أعلن أن ما يجري على الأراضي العراقية سواء من أنقرة أو إسرائيل أو ايران هو جريمة بحق البلاد والمواطنين.. لكن دعونا نتساءل: من أوصلنها إلى هذا الهوان والضعف؟

فنحن الشعب الوحيد الذي لا يراد له أن يهدأ ويرتاح إلا إذا تسلمت الزعيمة حنان الفتلاوي كرسي الوزارة، لم نعد أكثر من أرقام في خطابات محمد الحلبوسي، فيما ثلث الشعب تحت خط الفقر، يا سادة هل اجتماع الرئاسات الثلاث هو أقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي ظلّ ساهراً ليكحل عينيه بابتسامة الزعماء ؟ .

ستة عشر عاماً والبعض لا يريد للعراق أن يصبح دولة مستقلة، ظل الجميع ينتظر الإذن من إيران لتشكيل الحكومة العراقية، وحواس الكثير من الساسة متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان أردوغان ، ولكن المواطن العراقي مغيب يحضر فقط في أخبار تفجيرات مخازن السلاح والأسلحة الثقيلة التي أصبحت تأتينا من كل جامع وحسينيّة.

أٌثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف ترامب!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان أردوغان ، وفي مرات عيونهم صوب الرياض أو الدوحة، فان السيادة محفوظة حتماً !

الآن، نحن بصدد تطوّر مذهل، يتمثّل في أنّ البرلمان الذي سكت لأكثر من عام على وجود القوات التركية وقصفها للقرى العراقية، ينتقل من مرحلة الاستظراف، إلى تنصيب نفسه متحدّثاً باسم القيادة العامة للقوات المسلحة ويطالب باجتياح واشنطن، فنرى أعضاءه "المبجّلين" يبيعون للناس تصريحات، لا تختلف في نوعيتها عن تصريحات الأوهام الأمنية والمشاريع العملاقة وأظنّ أن تجارب السنوات الصعبة علّمتنا ألّا نتوقف كثيراً عند كل أشكال اللهو النيابي، سواء من جانب رابطة الكربولي ، أو من أولئك الذين يعتقدون أن مفاتيح الحل العراقي في يد الارجنيتين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram