TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إنت مدني ياوله

العمود الثامن: إنت مدني ياوله

نشر في: 2 سبتمبر, 2019: 09:27 م

 علي حسين

علي الوردي عاش ومات وهو ينتمي إلى فكر وثقافة مضادة لاثنين، وعاظ السلاطين وشيوخ الطائفية.. كلاهما كان وراء مصادرة ومحاربة مؤلفاته. 

شخصيًّا، أنا معجب بكتاب "وعاظ السلاطين" من بين جميع كتب الوردي، لأني أجد فيه حكايتنا جميعا مع مندوبي الطائفية الذين يعتقدون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن مظلوميتها.. المهم أن يجد الشيعي خلاصه في مطاردة السُنّي، وأن يرى السُنّي سعادته في تحقير الشيعي وشتمه والانتقاص منه.. هذه هي العقلية التي ترفض أن نتساوى جميعا في المواطنة.. عقلية تعادي ما ليس يشبهها.. ولا تجـد للآخر سوى طريقين، إما الرحيل أو القتل.. ثارات لا نهـاية لها.

أراد الوردي أن يفجر أسئلة كثيرة حول الثقافة والسياسة والمجتمع والطائفة والدين.. وكما تحدث لابتسام عبد الله في برنامجها الشهير "سيرة وذكريات" الذي كان يقدم في الثمانينيات: "وجدت نفسي من جديد أدور في فلك أسئلة حول التاريخ وتأثيره على المجتمع.. وكانت كل الأفكار المسيطرة عليّ فى ذلك الوقت تميل ناحية مناقشة تأثير خرافات الطائفية على المجتمع العراقي، فجاءت فكرة كتابة "وعاظ السلاطين"، ليكون بمثابة تكملة لما بدأته في مهزلة العقل البشري". 

أنا من جانبي أصاب بحيرة كلما أقرأ كتب علي الوردي، لكنها لم تصل إلى حد حيرتي وأنا أسمع النائبة عالية نصيف حين تقول "أنا سياسية مخضرمة"، ولهذا تذكرت المرحوم حسين جميل السياسي والحقوقي والنائب المعارض في العهد الملكي والوزير في العهد الجمهوري وهو يكتب في مذكراته "شهادة سياسية" أنه طوال مسيرته كان يدرك أنه لم يصل بعد إلى عمق السياسة، فهو لا يزال عند شواطئها، ايها السادة علينا ان نضرب كفا بكف كلما شاهدنا سحنة واحد من "زعاطيط السياسة" وهو يتبختر ويتحذلق بكلمات ربما لا يفهمها هو نفسه ، وكان آخر هذه التحذلقات ما صرحته به "الزعيمة" حنان الفتلاوي من أن المدنيين في العراق فاشلون ولم يقدموا شيئا للعراق وانهم سبب المشاكل التي يمر بها العراق ، ولم تكتف بذلك بل اقسمت باغلظ الايمان انها تمثل نموذج المدني الحقيقي ، وضحكت لأنني تذكرت الفتلاوي عندما خرجت عام 2011 بعد تظاهرات ساحة التحرير لتقول إن المتظاهرين لصوص ويريدون سرقة المحال التجارية.

وأنا استمع لفذلكات حنان الفتلاوي تذكرت مشهد من فيلم "احنه بتوع الأتوبيس" حيث يقول الضابط للمشتبه به عادل إمام "إنت شيوعي ياوله؟" فيجيب: أنا من بتوع الأوتوبيس يافندم"، نحن ياسادة أيضا مثلكم من ركاب هذا " الأتوبيس" الذي يسمى العراق، والذي يتصارع فيه الجميع على خطف كرسي السائق، حتى وإن كان البعض منهم لم يدخل دورة "تعلم السياقة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Anonymous

    الحجيه البصراويه الاستاذ الفاضل . صدقت والله المضحك المبكي .

  2. ناطق حقي

    أقترح كتابة عمود بعنوان ( ليتهم يحبون العراق بقدر حبهم لأيران .. ) ..

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram