ترجمة / أحمد فاضل
ميريل ستريب هي الممثلة الأميركية الأكثر شهرة في العقود الأربعة الماضية ، مع 60 فيلماً روائيا وترشيح 21 جائزة للأوسكار ،
الكاتبة إرين كارلسون تكتب عن صعود ستريب إلى النجومية في كتابها : " الملكة ميريل : الأدوار الأيقونية ، الأفعال البطولية والحياة الأسطورية لمريل ستريب " الصادر في 24 أيلول 2019 .
تكتب آن ماري والدة ميريل عنها تقول :
" غرست فيها " ثقة عالية جداً " تمكنها من أن تفعل أي شيء تريده حتى وهي في سن مبكرة " ، بينما تصف ستريب 70 عاماً نفسها ، إنها ترعرعت في نيو جيرسي طفلة صغيرة قبيحة الشكل ذو فم كبير ، لكن شخصيتها القوية هي التي حملتها لدراسة التمثيل في كلية فاسار ، ثم ييل ومنها مباشرة إلى هوليوود ، فقد كان التمثيل أكثر من غيره الطريق الذي اختارته وعززته بشدة والدتها ، لتصبح واحدة من أشهر الممثلات على مدى العقود الأربعة الماضية .
تروي مؤلفة الكتاب كارلسون في فصله الأول كيف اكتشفت ميريل موهبة التمثيل لديها عندما صعدت إلى أول دور كبير لها في سن السادسة أدته في منزلها ووسط أسرتها عن مريم العذراء وحملها لدمية تمثل الطفل يسوع ، ومن يومها سقطت في نشوة من القداسة التي امتدت إلى إخوتها ، لقد كانت بالفعل بعد ذلك تشحذ حرفة التمثيل في المدرسة الثانوية التي فازت بها على لقب ملكة العودة للوطن ، في البداية كان عليها أن تهرب من سن المراهقة المروعة وعلاقة حب والدتها مع بوبي هوم بيرمز الذي أحدث تصدعاً كبيراً في محيط عائلتها ، فبدأت ميريل في السفر إلى نيويورك لتلقي دروساً صوتية في سن الثانية عشرة ، ولكن بعد أربع سنوات ، أدركت أنها تفتقر إلى العاطفة لتغني الأوبرا بشكل احترافي ، لذا فقد أسقطت الدروس وانتقلت إلى تشجيع الفرق الشبابية ، وبوب ديلان ، والبيتلز .
كارلسون وهي تنتقل لصفحة أخرى من صفحات كتابها حيث كتبت تقول :
"الحسد سيحبط ميريل طوال حياتها المهنية ، والاستياء الذي يتدفق من أساتذة مدرسة الدراما الذين حاولوا كسرها ، ومن نقاد السينما الذين أرادوا رؤيتها تتراجع في فنها ، فذهبت إلى نيويورك حيث تولت وظائف غريبة لدفع الإيجار ، نادل ، سائقة دراجة لتوزيع الأطعمة ، عارضة أزياء ، إضافة إلى عملها كممثلة تكافح ونجمة فيلم طموحة .
أصبحت ميريل من نجوم برودواي عندما استغلها جوزيف باب المنتج والمخرج المسرحي الشهير ، للعب " فوضى ساخنة مفعمة بالحيوية " ، ترتدي فيها ثديين اصطناعيين في مسرحية مأخوذة عن قصة لتينيسي ويليامز ، ومثلت 27 فيلماً كان أشهرها " العراب " الذي وقفت فيه أمام جون كازالي والذي لعب دور فريدو بجانب الباتشينو ، وقعا في الحب بعدها ، لكن سعادتها بذاك الحب سرعان ما انتهى بوقت قصير لأن كازالي كان يعاني من سرطان الرئة الذي انتشر إلى عظامه ، فدفع دي نيرو التأمين لإبقائه في الفيلم ، ودفعت ميريل فواتيره الطبية لتنتقل معه إلى المستشفى ، وعندما أخبرها الطبيب أنه قد رحل ضربت على صدره وهي تبكي بحرقة ، ففتح عينيه لفترة وجيزة ليقول لها :
" كل شيء على مايرام ميريل " ، ثم توفي في آذار / نيسان عام 1978 ، قال روبرت دي نيرو :
" إن رؤيتها في فعل الحب لهذا الرجل كان ساحقاً " .
تزوجت بعدها من صديق حميم لأخيها هو دون غومر وصفته بأنها " سقطت في الجنة " ، انطلقت بعدها في تمثيل العديد من أدوارها المهمة التي حازت بسببها على جائزة الأوسكار كفيلم " كرامر ضد كرامر " عام 1979 ، لم تقف ميريل عند حد التمثيل في أمريكا بل كانت تتوق إلى أن تكون خارج نيويورك وتسلمت دوراً في المملكة المتحدة في فيلم " امرأة الملازم الفرنسي " مع جيريمي آيرونز الذي اعترف بأن مشاهد حبهما العاطفية أصيلة .
"في هذا اليوم ، قمنا بتصوير مشهد حبنا ، ميريل وأنا ، وكان لي معها علاقة غرامية وعندما توقفت الكاميرات توقفت علاقتنا ، تتوق ميريل إلى لعب نساء معقدات وجذابات حيث قالت لي : "أنا أحب الناس المعقّدين في الحياة " .
وتمضي صفحات الكتاب في نقل ما قالوه فيها وقالت ، حيث وصفت ميريل كيفن كلاين بأنه "حلم". إنه جنة "واعترفت بأن روبرت ريدفورد كان " أفضل قبلة التقيت بها في الأفلام " ، أما عن جاك نيكولسون فقد بدأ في حب ميريل أثناء تصوير فيلم "حرقة القلب " في عام 1976 واقترح أن يتخطوا صفوفهم معاً ، فلم يكن هو الشخص الوحيد الذي سقط أمامها حباً وولهاً ، ووفقا للمؤلفة ، كان مايك نيكولز حذر من السقوط في حبها على الرغم من أن جاك كان أكثر وضوحاً ، لكنها عرفت كيف توقفه وقد قيل إنها طردته من غرفة فندقها وتعهدت بعدم إنتاج فيلم آخر معه بعد أن أصبحت عروضه الجنسية بلا هوادة .
أما عن علاقتها بالبيئة فقد أفردت الكاتبة إرين كارلسون عدة صفحات عنها تقول إنها لو لم تكن ممثلة ، فربما كانت ستعمل مع الحركة البيئية ، لقد شعرت بالقلق من طبقة الأوزون الرقيقة أثناء التصوير في أستراليا حيث كان السكان يعانون من مستويات عالية من سرطان الجلد الذي قطع أجزاء من وجوههم ، أصبحت بعدها متحدثة باسم مجموعة أوصى بها روبرت ريدفورد مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية وأصبحت الوجه العام لحملة مكافحة المبيدات ، فقد ساعد دعمها في الحصول على فاتورة تطلبت من شركات الكيماويات والمبيدات تسجيل جميع المبيدات في السوق ، وكذلك خلق الوعي بالمنتجات الاستهلاكية الصديقة للبيئة .
في نهاية الكتاب مرت مؤلفته على صفحة لم تذكر لميريل ، لقد رفعت صوتها منذ عام 1990 ومولت معمل تطوير سينمائي لمدة أربعة أيام لكُتاب السيناريو النساء فوق سن الأربعين حيث قالت معلقة على هذا الموضوع :
" أنا إنسانية وأؤمن بحقوق المرأة " ، صرحت بذلك واستعانت باستوديوهات والت ديزني في عام 2014 لدعمها لوبي صناعي يمهد لانعاش ما رسمت له .
مثلت ستريب أكثر من 60 فيلما روائيا ، وأدت بإتقان عشرات من اللهجات وان كانت تكرر دائماً أنها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربين اللغات الذين تتعامل معهم ، تميزها في العديد من الأدوار جعلها تستحق لقب الأسطورة الحية . عرفت ميريل ستريب بإخلاصها وحبها لزوجها النحات دون غومر، حتى أن زواجها يعد من أطول الزيجات في عالم هوليوود ، فقد ارتبط الثنائي رسمياً في شهر أيلول من العام 1978 وأنجبت ستريب منه أربعة أبناء .
تعبّر ستريب دائماً عن سر نجاح زواجها بجملة :
" كي يستمر الزواج إلى الأبد ، على شريككِ أن يبادلكِ الأمور التي تحبينها".