TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: استقالة وزير !!

العمود الثامن: استقالة وزير !!

نشر في: 15 سبتمبر, 2019: 10:33 م

 علي حسين

مثل كثيرين بدأت خطواتي الأولى في قراءة الرواية مع نجيب محفوظ، الذي لم يحاول في أعماله الأدبية أن يُهندس القضايا ويفلسفها،

وإنما كان يقدمها ببساطة وعفوية، وفي كل مرة أعود إليه لأكتشف جديداً، في روايته "ميرامار" نجد الصحفي المتقاعد عامر وجدي يعيش حالة من القلق على مصير البلاد يقول: "منذ أن ظهرت عندنا الثورة والديمقراطية والناس تصفق وتغني على كل شيء".

تذكرت هذا الحوار، وأنا أقرأ التعليقات المثيرة والعجيبة على استقالة وزير الصحة علاء الدين العلوان، ولأنني في هذه الزاوية كنت قد كتبت عن شجاعة الاستقالة، وكيف أن المسؤول في الغرب "الكافر" يقدم استقالته إذا ما كشفت وسائل الإعلام أنه قصّر ولو بشكل بسيط في عمله، لكننا في هذه البلاد التي تتغنى بالديمقراطية عشنا وشفنا مسؤولين سرقوا المليارات تحت سمع وبصر الحكومة، لكنهم لايزالون يطلبون من الشعب أن يهتف لهم في الساحات، ولأنني مواطن جاهل لم أكن أعي أن في هذه البلاد لم يعد مسموحاً للمسؤول أن يعتذر لهذا الشعب، حتى وإن وضع البلاد على أعلى درجات سلم الخراب.. سيقول البعض هل أنت مع استقالة الوزير، أنا ياسادة ضد الدجل السياسي، لسنوات حولت الوزيرة السابقة عديلة حمود وزارة الصحة آنذاك إلى شركة مساهمة يديرها زوجها وابن عمها وأشقاء زوجها وأزواج بناتها، وكان يقال لنا ليس من حقكم أن تسألوا هل تمت محاسبة عديلة حمود؟ بل إن البعض أخذ يمنحها الأوسمة والنياشين ويضع على كتفها العلم العراقي، بل ذهب الهيام بالبعض إلى انتاج نشيد يشيد بانجازات عديلة حمود يقول المقطع الأول منه: "عديلة يا عديلة الجرح شديتي حيلة.. على الفقرة كلبهة ولا باعت عربهة.. الوطن كلة شعبهة تلوكلهة الوزارة"..فيما اليوم تجد الذين صفقوا لخراب عديلة حمود يطالبون باستجواب الوزير ، واتمنى ان لايعتقد البعض انني ضد الاستجواب ، انا مع المحاسبة اذا كانت لمصلحة الوطن ، وليس لمصلحة جيوب النواب ، منذ سنوات ونحن نعيش في ظل مزاد الاستجوابات .. واصبح بعض النواب حيتان للصفقات والمقاولات والعمولات ، من سأل التكنوقراط نعيم عبعوب من اين له كل هذه الاموال التي اشترى بها القصور والفلل في بيروت ودبي؟ ، ولا نزال في حيرة من امرنا بعد ان تمكن حسين الشهرستاني بشطارته ان يضع العراق في مصاف الدول التي تقرر شد جزام التقشف ، ولهذا انا ياسادة مستغرب ان يستقيل وزير وكنت اتمنى عليه ان يكون اكثر صلابة ويخبرنا عن شبكات الفساد التي لاتزال تعشعش في وزارة الصحة ، اما الشكوى من الاعلام.. فاعتقد انها نكتة .. لان جميع مؤسسات الدولة تتعامل مع الاعلام على انه " حجي جرايد " 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram