سامي عبد الحميد
1-2
كم فرحت في الاحتفال الذي أقيم في مسرح الرشيد بمناسبتين هي تأهيله من قبل مجموعة من شباب المسرح بمبادرة من الممثل (علاوي حسين)
والمخرج (أحمد حسن موسى) ومعهما الممثل (أحمد شرجي) والمؤلف (ماجد درندش) ومجموعة أخرى من المتطوعين وبمساندة مادية من نائبين ومن مسؤول من شبكة الإعلام العراقي. والمناسبة الثانية هي الاحتفال بيوم المسرح العالمي عن المسرحيين في جميع أنحاء العالم، ولكن كم حزنت لما حدثت في نهاية الاحتفال من خلاف وسوء تصرف من قبل بعض المبادرين وذلك عندما أساءوا الى من ساندوهم من السيدات الكريمات ولو كنت أعرف ما حدث لنهرت أولئك الذين أساءوا التصرف المنافي لقدسية المسرح وهبته ، ولكني كنت بعيداً عن الحدث ولم أكن أعرف أن المسيئين هم مسرحيون.
مع ذلك أثار وجودي على خشبة مسرح الرشد في نفسي ذكريات محزنة من جهة ومفرحة من جهة أخرى والمحزنة تخص ما تعرض له هذا الصرح الثقافي البهي والذي كنا نفخر به أمام الفنانين العرب والأجانب الذين يحضرون فيه أيام المهرجانات المسرحية نعم ما تعرض من دمار ومن سلب ونهب لموجوداته من أجهزة ومعدات وستائر ومواد أخرى.
كان لعرض مسرحية (الملك لير) لشكسبير وإخراج (صلاح القصب) في أول مهرجان مسرحي تشارك فيه فرق مسرحية عراقية وعربية عام 1985 أجمل وأحلى ذكرى. وكان معي من الممثلين (كريم عبود) أحد أساتذة قسم المسرح في كلية الفنون – جامعة البصرة ومن الممثلات الشقيقتان المبدعتان (شذى سالم) و (سها سالم) ، يومها استغرقت لتمثيل دور (الملك لير) الى الحد الذي نسيت نفسي وبعكس ما ينصح المنظرون لفن التمثيل بأن على الممثل المسرحي أن لا ينسى نفسه وهو يتقمص شخصية درامية وكم كانت فرحتي كبيرة عندما استقبلني الجمهور بحماسة بالغة عند نهاية العرض حيث سارع العديد منهم للصعود على خشبة المسرح لتهنئتي وللإشادة بالاداء المؤثر وكان الممثل المصري الشهير (نور الشريف) من بين المهنئين والاكثر حرارة في تهنئته.
وفي ذلك المهرجان كان هناك عرض مسرحي آخر أثار دهشتي واعجابي وفرحتي وهو المعنون (ألف رحلة ورحلة) للمؤلف (فلاح شاكر) والمخرج (عزيز خيون) وفي ذلك العرض رؤية جديدة لرحلات السندباد ، حيث يحل في جزيرة كل أهلها قرود يحاكون البشر بسلوكهم وبشكل مثير للضحك وبميكانيكية تخلو من التفكير، ثم يحل هو السندباد في جزيرة أخرى جميع سكانها خراف يقودهم ويسوقهم الراعي بعصاه فيطيعون نبالها من لفتة من المؤلف وبدعة من المخرج ، موجهة الى سلطة الحاكم المطلق الذي يعامل رعيته كما لو كانوا قروداً وخرافاً.
من ذكرياتي المفرحة عن مسرح الرشيد ذلك الاقبال الشديد من قبل الجمهور لمشاهدة مسرحية (نديمكم هذا المساء) من تأليف عادل كاظم وإخراج محسن العزاوي والتي تتعرض لجوانب من حياة الممثل الهزلي (جعفر لقلق زاده) الذي اشتهر بتمثيلياته القصيرة الفاضحة التي كان يقدمها على مسرح ملهى ألف ليلة وليلة في باب المعظم أواخر الاربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين.