اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: ما هو الحل ؟

مجرد كلام: ما هو الحل ؟

نشر في: 23 سبتمبر, 2019: 07:21 م

 عدوية الهلالي

يقول المثل اليوناني :" على باب رجل أصم ، يمكن أن تطرق الى الأبد" ، ويبدو أننا ابتلينا بحكومة صماء لذا فلن تجدي طرقاتنا على أبوابها

ولن تستمع الى صراخ الأطفال وعويل الامهات وأنين المرضى وهتافات المتظاهرين مهما علت..ستنجح الحكومة دائما بادعاء الصمم ثم تعمل على تحويل اتجاه الغضب الشعبي الذي ربما يرافق أزمة ما لوجهة أخرى وإلهائه بأزمة جديدة وهكذا ..وبالتدريج سيجد نفسه يدور في حلقة مفرغة من الأزمات ولن يجرؤ على الخروج منها لأن هنالك من يعيده إليها صاغراً بربطه بقيود تعليم سيئ يعمل على تسطيح أفكاره وانهيار في القطاع الصحي لايتناسب وحاجته الماسة الى الدواء وضعف في الاقتصاد الوطني يجعله أسيراً للاستيراد والغلاء وغياب للخدمات الاساسية يرهقه ويسلب منه راحته طوال أيامه ولياليه ..لن يكون الشعب قادراً بعد كل ذلك على الاستيقاظ من حالة التخدير التي تضعه السلطة تحت تأثيرها وسيضطر الى الاستسلام والخضوع لكل العمليات الجراحية التي تجريها له الحكومة وهدفها المعلن هو علاجه وشفائه من أسباب معاناته أما الهدف الخفي فهو الايغال في تخديره وإبقائه حياً ميتاً الى أطول وقت ممكن ..

منذ أن بدأت أزمة إزالة التجاوزات والكل يتبادل الاتهامات فهنالك من يتهم الحكومة بأنها تستهدف الفقراء ولاتحاسب الأحزاب والمسؤولين الكبار الذين يحتلون مناطق كبيرة تعود للدولة ، وهنالك من يتهم سكان التجاوزات ويقول بأن أغلبهم يملكون دوراً سكنية لكنهم عملوا على تأجيرها والسكن في مناطق التجاوز، كما اتهمت حكومة البصرة سكان التجاوزات بالعمل في تجارة المخدرات والسرقة وكل الممارسات المخالفة للقانون وألقت باللوم على الطارئين على مدينة البصرة داعية الى إخراجهم من المحافظة وإعادتهم الى مناطقهم ماحدا بفريق آخر الى اتهام محافظ البصرة بالتفكير ( المناطقي ) ..

في مايخص الفقير المعدم الذي وجد في العشوائيات حلاً لمشكلة السكن فلم يكن أمامه إلا الخروج في تظاهرات والصراخ مطالباً بحقه في الحصول على سقف يأويه في زمن فقدان الثقة بوعود الحكومة ومرشحي الانتخابات..لكن الزوبعة التي حدثت لم تتخطَ الفنجان الذي أعد لها فهي مجرد أزمة كسابقاتها وستتضاءل وتضمحل بالتدريج بانتظار ظهور أزمة أخرى ولن تستمع الحكومة لصراخ الفقير أو تحاسب الكبار الذين يستولون على أملاك الدولة ولن تجد حلولاً بديلة أو تتناول القضية بشكل جدي ..وبعد حرق عدة دور وهدم أخرى وتشريد عوائل عديدة ستتريث الحكومات المحلية في إزالة التجاوزات لأنها لن تجد لها حلولاً ولن تجعل منها شرارة يمكن أن تتسع وتصبح حريقاً ، وهكذا ، سيكتشف المواطن أنه يدور في حلقة الأزمات ولن يخرج منها أبداً ، وخلال ذلك ، سيكتشف أيضاً أنه سيظل مضطجعاً الى الأبد على طاولة السلطة وهو في حالة تخدير أو موت سريري !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram