TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كواليس: ذكريات عن مسرح الرشيد

كواليس: ذكريات عن مسرح الرشيد

نشر في: 24 سبتمبر, 2019: 06:56 م

 سامي عبد الحميد

2-2

وقد اختارني المخرج أن أمثل شخصية (جعفر) التي سماها المؤلف (حماتي) ، في البداية رفضت تمثيل الدور

لأنني لم أكن أريد أن أحاكي ذلك الممثل الذي كنا لا نحترمه لكونه يعمل في الملهى وهو المكان المشبوّه إلا أن المؤلف أوضح لي مقصده من الكتابة على تلك الشخصية كونه ممثلاً كوميدياً كباقي الممثلين الكوميديين العالمين أمثال (شارلي شابلن) الذي يقفون في أعمالهم ضد الطغيان والقهر والاستعمار وعليه فقد جمع (عادل) في تلك الشخصية ما هو مضحك وما هو محزن، ما هو كوميدي وما هو تراجيدي ، ما هو ناقد لسلبيات المجتمع وما هو ساخر منها . نعم كان عرض المسرحية مشوّقاً لفئات كبيرة من المتفرجين بحيث اضطررنا لنقله من مسرح الرشيد الى المسرح الوطني لكونه يتسع لعدد أكبر من الجمهور الذي تزاحم لمشاهدة المسرحية وأدى ذلك التزاحم الى كسر الباب الزجاجي لمدخل المسرح وفي تمثيلي لدور (جعفر لقلق زاده) كنت أفكر بتجميع تقنيات وأساليب معظم ممثلي الكوميديا العراقيين وأُخرجها في كل موحد. وأذكر أن المسرحية عرضت في مسرح (أكاديمية الفنون) في القاهرة وكان عرضها ناجحاً واستقبل بارتياح بالغ من الجمهور المصري، وعرضت المسرحية أيضاً في الكويت وفي الدوحة وبنجاح أيضاً. 

أتذكر أيضاً تلك المسرحيات الثلاث التي قدمتها (فرقة الرور) الألمانية في مسرح الرشيد أواسط التسعينيات من القرن الماضي والتي تميزت بالحرفية الإخراجية وبالتكامل الفني وبالأداء التمثيلي الطبيعي الخالي من المبالغة والاصطناع ، وذكرني مخرج المسرحيات الايطالي الاصل (روبرتو جولي) بمهارة المخرج الذي يسيطر على أدواته ويحركها بدقة واعتناء بالغين. وأتذكر تلك الليلة التي عرضنا فيها مسرحية (تفاحة القلب) من تأليف (فلاح شاكر) وإخراج (رياض شهيد) والتي مثلت فيها (ألاء حسين) الدور الرئيس معي وذلك في مسرح فرقة الرور الألمانية بدعوة من الفرقة روج لها الرجل (عوني كرومي) وكيف استقبلها بحماسة الجمهور الالماني رغم أن لغتنا في المسرحية كانت العربية وليست الألمانية. وأثناء وجودنا ضيوفاً على تلك الفرقة الالمانية دعانا المخرج (جولي) لمشاهدة تمارينه على مسرحية شكسبير (تيتوس اندرونيكوس) وكيف طلب منا أن نطرح ملاحظاتنا على الممثلين بعد انتهاء التمرين ثم طلب من الممثلين ان يطرحوا ملاحظاتهم بشأن تمثيل كل منهم وبكل تواضع طرح هو أخيراً ملاحظاته . كم سررنا بتلك الاجراءات التي تثبت مدى ثقة المخرج المقتدر بعمله وتوجيهاته وبحرصه على أن يتلقى برحابة صدر نقد الآخرين. 

وأخيراً لا بد أن أشير الى مسرحيتين بارزتين أخرجتهما وقدمتهما في مسرح الرشيد كانتا موضع نقاش أو نقد قاس تقبلته برضى أولهما (ليلة من ألف ليلة وليلة) لمؤلفها (فلاح شاكر) الذي كان قد قرأ مقالة أدعو فيها مؤلفي المسرحية أن يستفيدوا من حكايات ألف ليلة وليلة لتكون مادة خصبة لمسرحياتهم وكانت تلك المقالة محفزاً لفلاح أن يكتب تلك المسرحية ، والمسرحية الثانية هي (ليلة خروج بشر بن الحارث حافياً) لمؤلفها (عزيز عبد الصاحب) وقد وجّه لها نقد قاسٍ لعدم دقتها ورحت أتفحص ذلك النقد وأقلب أوجه الضعف في إخراجي للمسرحية، وحاولت أن أصحح بعض الأخطاء. والغريب إن المسرحية عندما عرضناها في عدد من مدن المغرب قد استقبلت بالإشادة والاستحسان من قبل الجمهور والنقّاد ولا أدري إن كان ذلك من باب المجاملة أم من باب النقد الموضوعي. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram