رافائيل باسان
ترجمة: صلاح سرميني
سينمائيّ، وفنان وسائط اعلامية جديدة، يقوم "أوجو فيرلاند"، بتطوير ممارسة تشكيلية جمالية بدءاً من إشاراتٍ معلوماتية، وينطلق عمله من التأمل في الفضاء متعدد الأبعاد.
بمساعدة المنحنيات الرياضية، يُعيد "فيرلاند" النظر في أشكال السماء: الأنظمة الشمسية الوليدة، أو مجموعات النجوم الخيالية، أو الأشكال البدائية من الفضاء ... يتردد صدى الأعمال بين بعضها البعض، وتبدو مأهولةً من الداخل.
"صوري مليئة بالفضاء : فضاءٌ منحنيّ، وحسيّ، هندسيّ، وماديّ، فضاءٌ مرتعشٌ بالحياة، يتوجه طموحي نحو تجسيد علاقتنا بالفضاء مع الموارد المحددة التي تجلبها الأنظمة الرقمية، أريد توصيل الجسد بالفضاء، وجعل اللانهاية حميمية".
برمجتُ/عُرضت منشآته السمعية/البصرية في أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، اعترافٌ فنيّ تم تحقيقه بجهود السينماتيك الفرنسية، وازدهار الأحداث المُكرسة للفنّ الرقميّ، ومنها المعرض العالمي في شنغهاي، و Up Link في طوكيو، و Ars Nova في سيول، و Tate Modern في لندن .
***
يمتلك "أوجو فيرلاند" تكويناً دراسياً مزدوجاً، هو بالآن ذاته، مصورٌ، ودارسٌ للرياضيات، تتوجه ميوله نحو أعمال "الأخوين وايتيني"، والتجريد المُبرمج، ولا يدّعي بأنه مصممٌ عن طريق الكمبيوتر، ولكن، سينمائيّ، في أعماله التي أنجزها عن طريق الكمبيوتر Aldébaran (2001)، Géminga (2003)، Bételgeuse (2004) يُوسّع تساؤلات السينما التجريبية حول عدم تجانس أنسجة الأشرطة الفيلمية، والمواد.
منذ عام 1989 بدأ "فيرلاند" بإنجاز أبجدياتٍ بطول 10 ثواني (تتابع صور من الكمبيوتر انطلاقاً من نموذج رياضيّ واحد)، وفيما بعد، يُصور هذه الجدائل البصرية صورةً صورة بكاميرا 16 مللي، وهو عن طريق هذه الخطوة، يرغب بأن يُرتب مكانياً عناصر هذه الأبجدية التي ابتدعها، وتبيّن له، بأنه عندما يعرضها على سطح آخر غير الشاشة، وبالتحديد، جسد راقصة، يحصل على مشهديةٍ بصرية تشكيلية جذابة جداً.
في كلّ واحدٍ من الأفلام الثلاثة المُشار إليها أعلاه، يستخدم جزءاً مختلفاً من الجسد.
يقول "فيرلاند":
(في هذه السلسلة من الأفلام، يتوجه طموحي نحو إعادة النظر بالجسد عن طريق الصور المُتحركة، واكتشاف فكرة الجسد من جديد في شكلٍ أكثر انسيابية)1).
في Géminga، أصبح الجسد الذي تمّ استخدامه بدل الشاشة مكان استقبالٍ من أجل عرض أنماطٍ تمّ تشكيلها رياضياً، أو من أحبار مختلفة، نادراً ما تكون مرئية.
اليدان، عادةً بمفردهما، تظهران في بعض الأحيان مثل خطوطٍ ضوئية بارقة لأجزاء تشريحية من الجسد، قطع من نسيج تلفت الأنظار.
الأنماط الناجمة عن طريق الضوء، أشكالٌ بصرية ملونة، تحظى على تشكيليةٍ مبهرة، وتتخلى عن برودتها الأصلية كي تصبح حيةً تقريباً، مثيرةً بما يكفي.
لا يفكر "فيرلاند" بالجسد الحاضر ـ الغائب من خلال منظورٍ بنيويّ عن طريق المنظومة التي وضعها، هنا، يتعلق الأمر بإبداعٍ حرّ بين أبجديةٍ إلكترونية جديدة تتقاطع مع تشكيلية جسد، الكلّ يُولد مساحةً من عضوياتٍ صغيرة جداً، تتكاثر باستمرار.
يؤكد "فيرلاند":
(بالنسبة لي، لا تنفصل فكرة التجريد عن مفهوم اللغة، يتعلق الأمر بتحديد مفرداتٍ مناسبة من الأشكال، وإنشاء تعبير شعوريّ بدءاً من إتقان هذه اللغة.
تتوجه فكرتي نحو بناء التجريد بدءاً من لغةٍ رياضية، أفكر بمفهوم المكان، والبرمجة عن طريق الكمبيوتر ملتمساً حدوداً جديدة لهذه المغامرة الروحية التي بدأها الرسامون) (2).
هوامش :
(1) ـ مقاطع من حوارٍ نُشر في مجلة Bref العدد 70 (يناير – فبراير 2005).
(2) ـ مقاطع من حوارٍ نُشر في مجلة Bref العدد 70 (يناير – فبراير 2005).