علي حسين
حصل الحزب الشيوعي العراقي، على احترام الشارع، من بوابة رفضه المحاصصة الطائفية والانتهازية السياسية وعدم تورط مسؤوليه بقضايا فساد،
واعتقد أن اثنين من العراقيين لا يختلفان حول وطنية هذا الحزب ونزاهته، ومع هذا نجد البعض يأخذ على قيادة الحزب أنها وقفت في منطقة رمادية تجاه التظاهرات الاخيرة ، وباستثناء بيان قصير لم تتضح معالمه، فإن موقف الحزب يبدو خاضعا لحسابات سياسية وعلاقات مع قوى سياسية، لا تجد نفسها في هذه الاحتجاجات، وأصحاب هذا الرأي يقولون أيضا إن الحزب الشيوعي كان بإمكانه أن يحرك المياه الآسنة في "بركة " السياسة، فهو وحده القادر على أن يقول: باطل.. للفساد والمفسدين، وباطل.. للطائفية والمحاصصة، ولأنه يصر على إقامة دولة مدنية، ولعل الرصاصة الأولى في تظاهرات شباط عام 2011 أطلقها الشيوعيون ومناصروهم حين توحدوا مع إرادة العراقيين ، ولهذا كنت اتمنى من باب المحب أن يدرك الحزب الشيوعي أن أمامه فرصة ذهبية لتحريك عجلة الإصلاح السياسي والتغيير، وأن لا يكتفي بدور المتفرج الذي يراقب من بعيد، ففي دولة أنهكها الفساد والمحسوبية وأحزاب الطوائف والفقر، المطلوب أن يستمر الضغط من أجل حلم التغيير في فضاء السياسة التي بلغت اليوم حدا من التكلس والصدأ وخلقت طبقة سياسية تعتقد أن الشعب يجب أن يبقى مغيبا يركض وراء رغيف الخبز والحد الأدنى من متطلبات العيش ويهتف للحكومة بطول العمر والبقاء. وأزعم أن الاصدقاء في قيادة الحزب الشيوعي أمام ورطة حقيقية إذا تركوا الأمور معلقة ومضببة بهذا الشكل، لأن عليهم أن يقولوا لنا بوضوح لماذا هذا الصمت؟
أيها السادة هل يعقل أن سيدة عراقية فقيرة وخرساء تضرب مثلا بالتضحية، وتقدم صورة أكثر بلاغة مثلما وصفها صديقنا الشاعر إبراهيم البهرزي ، فيما الحزب الشيوعي ينتظر كيف ستنتهي الامور؟.
سيدة فقيرة تسكن إحدى المناطق العشوائية تعتاش من بيع علب الكلينكس، ولكنها عندما وجدت الشباب ينزفون دما، قررت في لحظة صدق ووطنية أن تتخلى عن كل ما تملكه في هذه الدنيا، عن قوتها اليومي، امرأة لايعرف أحد اسمها، لكنها سجلت حضورا سيبقى يذكره العراقيون مثلما يتذكرون نضال قادة الحزب الشيوعي الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفعة هذا الوطن، فعندما نعيد قراءة سيرة مؤسس الحزب يوسف سلمان يوسف "فهد" نتعلم منه، كيف نستدل على القضايا الإنسانية والوطنية، وتذهلنا الجرأة والصلابة التي كان يملكها الشهيد سلام عادل حيث ظل يؤمن أن الكفاح الوطني هو الطريق إلى حياة حرة وكريمة. لم يكن شهداء الحزب الشيوعي مجرد سياسيين بل كانوا ثوارا جامحين.
عندما نسترجع تاريخ الحزب الشيوعي ، نؤمن أن لا مستقبل لبلاد يُغلق فيها بيت فهد.
جميع التعليقات 2
محمد السامرائي
لقد عمم الحزب الى دعم التظاهره و المشاركه وأفعاله فيها
عبدالعظيم الحجاج
عتب واقعي ومشروع. ما العمل فقد تحيرنا وما معين يجيرنا. لا ندري نسكت ام نتكلم والمثل يقول مرقتنا على زيكنا