TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مستشارو العراق وبرامجهم الساخرة

العمود الثامن: مستشارو العراق وبرامجهم الساخرة

نشر في: 20 أكتوبر, 2019: 10:02 م

 علي حسين

لو أقسم مستشارو رئيس الوزراء بأغلظ الأيمان ، أن ما حدث في التظاهرات الأخيرة كان دفاعا عن هيبة الدولة لما صدقتهم، حتى لو كان ذلك صحيحا،فهل يعفي ذلك جوقة المستشارين هؤلاء، والضباط الكبار من جريمة قتل الشباب بدم بارد. ؟

للأسف النتيجة هي أن ما جرى مخالف لكل الشرائع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وبالتالي علينا أن نواجه الحقيقة، وهي أننا نعيش لحظات عصيبة، وأن الخوف على مستقبل البلاد وأمنها واستقرارها لا يمكن أن يصبح رهينة بيد مستشارين لم يبلغوا سن الفطام بعد ولايريدون لنظام "القائد الضرورة" أن يغادر ذاكرة الناس.

لقد بات واضحا الآن أن المستفيد الوحيد من هذه الفوضى هم جوقة المستشارين الذين يحيطون برئيس الوزراء ولا يعرفون أبسط قواعد العمل السياسي، وبالتالي فعلى كل شخص أن يحسم أمره، هل هو مع مصلحة الوطن، أم مع مصلحة بضعة مستشارين ومراهقي سياسة يريدون اللعب بالوطن ؟!

القرار السريع الذي ينتظره الناس بعد مذبحة التظاهرات هو إقالة كل المسؤولين عنها وتقديمهم للقضاء، المسألة بالنسبة لي ليست شخصية، كما أنها ليست متعلقة بفشلهم المتواصل في معظم الملفات، لأن الناس أدركت مبكرا أنها تعيش في ظل تهريج سياسي، وإلا ما معنى أن يسلم ملف التحقيق في حوادث قتل المتظاهرين إلى وزير التخطيط؟، وعندما تسأل مذيعة إحدى القنوات أحد مستشاري رئيس الوزراء : لماذا تم اختيار وزير التتخطيط ليرأس لجنة أمنية؟ يجيبها بكل أريحية: "لأن وزارة التخطيط تخطط لأمن البلد"، وإذا عرفت عزيزي القارئ أن وزير تخطيط العراق نوري صباح الدليمي يحمل شهادة مدرسة دينية، لك أن تتخيل حجم التنمية والمشاريع التي ستنعم بها البلاد.. هل تريدون المزيد؟.. هاكم.. رئيس خلية المتابعة في مكتب رئيس الوزرء اسمه مصطفى سند، حاولت أن أبحث عن المؤهلات التي وضعته في هذا المنصب فلم أجدها، ربما يسخر مني البعض ويقول يارجل تبحث عن مؤهلات، وقائمة المستشارين في الرئاسات الثلاث ضربت الرقم القياسي في المحسوبية وتقريب الأحباب والمعارف ونبذ الكفاءات؟

كان ديغول محاطاً بالكاتبين أندريه مالرو وفرنسوا مورياك، فيما أصر مستشار ألمانيا فيلي برانت على أن يكون الحائز على نوبل غونتر غراس مستشارا له وكاتبا لخطاباته، ، وقد استقال برانت باني المانيا والحاصل على جائزة نوبل للسلام، لأن الأجهزة الحكومية أبلغته بمخالفات ارتكبها أحد مساعديه.

تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة بالخطابات والشعارات، تتلخص في محاولة البعض أن يطمس دور الكفاءة في بناء البلاد ، لأن القائمين على الدولة أصروا على أن يحولوا البلاد الى برنامج ساخر !!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram