علي حسين
عندما بدأت تظاهرات الأول من تشرين أخبرنا السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني أن ما يجري مؤامرة تديرها جهات أجنبية.. وباعتباره مسؤولا عن أمننا جميعا،
فقد أكد سيادته أنه يملك ملفا عن الجهات والسفارات التي تقف وراء الاحتجاجات.. ولم ينس أن يحذر المتظاهرين: إن الحساب قريب جدا.. ولم يتردد العديد من الساسة، في توجيه الاتهامات إلى بعض السفارات.
وقبل أن يتهمني البعض بأنني من جماعة السفارة، فأنا والحمد لله علاقتي بالسفارات لا تتعدى مشاهدة فيلم عادل إمام "السفارة في العمارة"، الرجاء ملاحظة أن التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق في قتل المتظاهرين، لم يخبرنا أن هناك مؤامرة تحاك ضد التجربة السياسية العراقية "العظيمة"، رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن الأمر "حسد عيشة" من قبل الإمبريالية ومعها اليابان وسنغافورة وألمانيا، واسمحوا لي أن أحشر اسم ماليزيا وكوريا الجنوبية وجميعها استنفرت سفاراتها من أجل الإطاحة بتجربة العراق المذهلة في تحويل ملايين العراقيين إلى الرفاهية الاجتماعية.
أمضينا الستة عشرَ عاماً الماضية في معارك إعلامية، تقودها منظمات أجنبية، غايتها تقديم تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد في معظم مؤسسات الدولة العراقية، وإن معظم السياسيين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أن السيدة حنان الفتلاوي نبهتنا مشكورة إلى أن هذه المنظمات تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد، وتقودها الإمبريالية والصهيونية اللتان غاظهما أننا منحنا "عالِماً" بحجم أحمد الجبوري "أبو مازن" كرسيّاً دائمياً في البرلمان!.
العراق يا سادة يواجه أزمة كبرى. خسائر في الأرواح، وكساد اقتصادي وضياع مئات المليارات وبطالة وغياب للخدمات، والدولة تريد من المواطن ألاَّ يعرف من هو المتسبب الحقيقي. لأنه وفقًا للسادة والسيدات السياسيين والسياسيات، قد تآمر الغرب بأجمعه على بلاد الرافدين، مع العلم أن لندن خطفت منا العلامة إبراهيم الجعفري، والخبير موفق الربيعي فيما أصرت هولندا على أن تحتفظ بالبروفيسور صلاح عبد الرزاق، أما كندا فانها تباهي الأمم بخضير الخزاعي، ولا تزال جامعات أوروبا تدرّس نظريات مشعان الجبوري في الانتهازية، هكذا تآمرت الأمم لتخطف منا عقولا جبارة كان يمكن أن تحول هذه البلاد إلى قوة اقتصادية تنافس الصين.
كنّا جميعاً نحلم أن يكون العراق بعد عام 2003 بلاداً للرفاهية والعدالة والقانون، لكنّ الذي حدث كان خارج الأحلام. اختطف التغيير من قبل أحزاب سعت إلى أن تفصِّل الحكم على مقاسها الخاص، وأصبحت العدالة الاجتماعية، والتسامح والعيش المشترك مؤامرة ماسونيّة. ولم تعد هناك حدود للموت والخراب ، ولهذا عندما يقتل شباب في ساحات التظاهر لأنهم طالبوا بالخدمات، فلا ينبغي أن نُصاب بالدهشة، فقبلها عشنا مع عبارة مثيرة تقول إنّ سفارة الجارة تطالبكم بالهدوء !.
جميع التعليقات 2
Anonymous
الاخ علي : إذن انتم الذين كنتم ضد النظام ( البعثي الصدامي الدكتاتوري ) ( اتقشمرتوا ) .
مالك
ليش الحسد وخاصة من حنان الفتلاوي