TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > الحاكم الأسلامي..حين يتحول إلى طاغية (1 - 2)

الحاكم الأسلامي..حين يتحول إلى طاغية (1 - 2)

نشر في: 3 نوفمبر, 2019: 06:00 م

د.قاسم حسين صالح

تحليل سيكولوجي

إشكالية شغلتني كما شغلتكم..خلاصتها: كيف يمكن لحاكم إسلامي قتل شعبه؟..أين العلّة ،هل أن الدين الإسلامي قائم على العنف والطغيان والاستبداد؟ أم أن الحاكم الإسلامي،

اعني القيادي في حزب إسلامي سياسي، شخصية سيكوباثية،أو يفهم نفسه إنه امتداد للخلفاء،أو يرى نفسه أنه منتخب ديمقراطياً وإنه يتصرف ضد الشعب بأمر الشعب..والأفظع أنه يقتل أبناء من انتخبه آباؤهم وأوصلوه الى السلطة!..ويكون معظم القتلة ومعظم المقتولين من نفس الطائفة!

ولأن من عادتي أن استطلع الرأي في ظواهر إشكالية كهذه فانني توجهت بالآتي:

(العراق قدّم للعالم في تشرين أول /اكتوبر 2019 حقيقة سيكولوجية:

إن الحاكم الإسلامي يتحول الى طاغية يقتل شعبه

إنْ طالبه بتحقيق العدالة الاجتماعية..رأيك؟

توزعت الآراء على أربعة مواقف:

الأول يعزوها الى طبيعة الدين الإسلامي،إليكم نماذج منها:

·لا عدالة في الدين الإسلامي لأنه طبقي بامتياز فيه الحر والعبد والغني والفقير..

·هذه حقيقة على مر التاريخ، واليوم أكدها الإسلام السياسي في العراق.

·تاريخ الإسلام السياسي شهد على ذلك بحوادث دموية ملأت صفحاته على كل جغرافيا سلطاته،وما يحصل الآن في العراق وبعض دول المنطقة سيضاف الى سجل تلك الحوادث في تاريخها الغابر. 

·الإسلام هكذا..متميز بالقتل، الحقائق المعاشة تؤكد ذلك. 

·الإسلام السياسي أكبر قوة ظالمة وجائرة على مر العصور ومن يقولها يعتبرونه كافراً وزنديقاً.

· حقيقة ثابتة تاريخياً..الاسلاميون إذا تمكنوا عاثوا في الأرض فساداً وخراباً.

· الحاكم المسلم وعبر التاريخ، طاغية ولص.

الثاني ينفي ذلك عن الدين الإسلامي، ودليله:

· انموذجان في الإسلام يكسران هذه الحقيقة هما حكم الإمام علي وحكم عمر بن عبد العزيز. بالمقابل هناك نماذج حكم غير إسلامية لم تحقق العدالة الإنسانية، مثال ذلك حكم صدام والقذافي.

· من قال إنهم اسلاميون،علينا أن ننصف الإسلام فهو بعيد عن كل ما يجري،وإن سبب الفشل السياسي هو التصرف العلماني لمن يدعي الدين. العلمانية ليست سوى ثورة ضد الكنيسة التي مارست ضدهم الارهاب.أرجو تبرئة الإسلام والإشارة الى الداء الحقيقي.

الثالث يعزوها الى شخصية الحاكم..اليكم نماذج منها:

·وفق تصور الحاكم،إن ما يمارسه حق شرعي وقانوني، إذ إنه يؤمن أن الخروج على طاعته يمثل عصياناً لأوامر الله،وهذا ما يمنحه مبرر استعمال العقاب ضد من يعصونه.وفي ضوء هذا المبرر يتخلص الجلاّد من مشاعر الذنب والإثم،ويمارس كافة أنواع البطش من دون اية قيود معرفية واخلاقية.

·الحاكم الديني يعدّ نفسه ظل الله على الأرض، وأنه معصوم من الخطّأ ، وما يقوله أو يريده هو حق إلهي. وبمرور الزمن تتضخم عنده الأنا الربوبية حتى تنعكس على (القطيع) لأنه يعتمد على تجهيل المجتمع. 

الرابع يعزوها الى الشخصية العربية:

·الذهنية العربية السياسية بغض النظر ما اذا كانت إسلامية أو علمانية،هي ذهنية استبدادية..لا تخرج الا بالمسدس ولا تفقه شيئاً عن حقوق الانسان او دور الديمقراطية في تحقيق العدالة الاجتماعية.

·اعتقد ان الشخصية العراقية بكل أصنافها تحمل في داخلها طاغية عدا قلة قليلة .

·الجزائر تتظاهر منذ 37 اسبوعاً ولم يقتل متظاهر واحد بينما في العراق قتل 30 متظاهراً بيوم واحد (25 تشرين).التطرّف وامتلاك الحق الإلهي عند الاحزاب الإسلامية هو السبب.

· نعم غالبية الفاشلين ستكون صهوة الدين لتبرير أفعالهم والحكم منذ أيام الخماهو. ا. د.سلاطنية عبد المالك - الجزائر .

استنتاج:

تعددت الأسباب في تفسيرما حصل،وهذا وارد لأن أية ظاهرة اجتماعية- سياسية- دينية،تتنوع أسبابها وتتعقد،وينجم عن تفاعلها سبب كيفي أيضاً..والمشكلة هنا تكمن في أولويات هذه الأسباب. ونرى إن ظروف الظاهرة، واقع الحدث، العوامل الفاعلة في الموقف..هي التي لها الأولوية في تشخيص ما حصل ويحصل في العراق،وهذا ما سنتناوله في الحلقة القادمة بتحليل سيكولوجي نستهله الآن بثلاث مؤشرات سيكولوجية:

مؤشر (1) :

الإشكالية السيكوسياسية،إن كل الأشخاص الذين كانوا في الخارج زمن النظام الدكتاتوري،واستلموا السلطة(سلّمت لهم) بعد(2003)،اعتبروا أنفسهم (ضحية)..ومن سيكولوجيا الضحية هذه نشأ لديهم الشعور بـ(الأحقية) في الأستفراد بالسلطة والثروة،معتبرين ملايين العراقيين في الداخل إما موالين لنظام الطاغية أو خانعين..وأنهم،بنظرهم،لا مشروعية لهم بحقوق المواطنة.

مؤشر (2):

شعورهم بـ(الأحقية) دفعهم ،سيكولوجياً،الى أن يعتبروا العراق ملكاً لهم..فتقاسموه تقاسم الغنيمة دون خوف،لأنهم عزلوا أنفسهم لوجستياً ونفسياً بمساحة 10 كيلومترات مربعة،محصنة أمنياً ومهابة بسفارة الدولة التي اسقطت نظام الدكتاتور واعترفت رسمياً بأنها دولة محتلة.

مؤشر (3) :

نجم عن هذه التفاعلات السيكولوجية (تضخّم أنا) و(غطرسة) أسهمت في تحويل الحاكم السياسي الى مستبد.

(يتبع)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram