علي حسين
نصدّق عادل عبد المهدي الذي اعلن الحداد العام يوم 10/10/2019 وذرف الدمع على شهداء تظاهرات تشرين، ووعدنا بـ"معاقبة الذين أطلقوا الرصاص على شباب الاحتجاجات"،
أم نصدق عادل عبد المهدي نسخة يوم 3/11/2019 الذي قال إن التظاهرات تضم أعداداً من الخارجين على القانون يقومون بأعمال الحرق والنهب والاشتباك مع القوات الأمنية مستخدمين قنابل المولوتوف والمنجنيق والقنابل اليدوية والأسلحة النارية والسكاكين، وللأسف نسي "الدعابل" التي حدثنا عنها ناطقه الرسمي عبد الكريم خلف، أم نصدق عادل عبد المهدي نفسه الذي قال يوم 29/10/2019 ان " التظاهرات والاضرابات انحراف تعاقب عليه السنن الالهية والبشرية " ، ام نصدق عادل عبد المهدي الذي قال يوم 5/10/2019 إن "الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات تعزز الديمقراطية التي ننشدها جميعا"؟..
في رسالته التي وجهها للمتظاهرين أمس بمناسبة مرور شهر على اندلاع الاحتجاجات يحاول السيد عبد المهدي أن يخلط الأمور بما يناسب هواه، وليس بما يناسب شعباً قدم ما يقارب الـ 300 شهيد وآلاف الجرحى ومئات المعتقلين وعشرات المغيبيين من أجل أن يواصل السيد عادل عبد المهدي كتابة خطابات بلا لون ولا طعم ولا رائحة، يحاول من خلالها أن يقول إن هناك مؤامرة تحاك ضده. وأظن أن أفضل رد على السيد عادل عبد المهدي هو إصرار شباب الاحتجاجات على أن تنفذ مطالبهم بالتغيير الشامل.
لعل مشكلة عادل عبد المهدي، ولا تزال، أن حركته بطيئة، ومتردّدة، إذ يبدو، في بعض الأوقات، منخرطًا في معظلة سفسطائية لا يجد لها حلولاً، ثم يدخل في حالة صمتٍ مطبق، تكفي لأن يعتقد العراقيون بأن رئيس وزرائهم ربما تم اختطافه، مثلما يتم اختطاف الشباب تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية ، وآخرهم الفتاة صبا المهداوي التي كانت جريمتها الوحيدة أنها قررت أن تتطوع في ساحة التحرير لتسعف ضحايا قنابل السيد عادل عبد المهدي.
خطاب مسائي.. وخطابات عند منتصف الليل ، وخطوات كلها إلى الخلف، تلك كانت السمة التي تميّز حركة عادل عبد المهدي منذ أن أطل من نافذة مكتب رئيس الوزراء على الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في العراق، وكنا قبل هذا عشنا معه أحلاما وردية وهو يقدم برنامجه الحكومي الذي رفع فيه شعار المسؤول المناسب في المكان المناسب، بعدها تم تطبيق هذا الشعار بحرفية كاملة فكانت من نتائجه أن جلست حنان الفتلاوي على كرسي المستشارية.
لم تخلُ قضية مهرجان خطابات السيد عادل عبد المهدي من بعض الفكاهة، ومن هذه الفكاهات المؤلمة، ما كتبه أمس في خطابه "حققت المظاهرات الكثير من أغراضها".. نعم ياعزيزي حققت أغراضها بدليل مئات الشهداء وآلاف الجرحى .. ونسيان رئيس الوزراء لمعاناة أم ، لا تدري ما هو مصير ابنتها ؟ .