علي حسين
لو كنت مكان وزير الداخلية لأمرت باعتقال المدعو عزت الشابندر.. ليس لأنه يظهر بمناسبة وبدون مناسبة على الفضائيات.. وإنما بتهمة انتحال صفة سياسي..
وانتحال الصفة جريمة يعاقب عليها القانون فى جميع بلاد العالم المتحضر.. ما عدا بلاد النهرين التي سمحت بأن تجلس عواطف النعمة على كرسي البرلمان.. بدليل أن أحداً لم يسأل عزت الشابندر عن مؤهلاته التي تجعل بعض رؤساء الوزراء يعتبرونه "حلال مشاكل"، يغدقون عليه الأموال دون حسيب أو رقيب..! وإلا ما معنى أن يخرج علينا عزت الشابندر في كل أزمة ليطلق واحدة من مفرقعاته التي يحاول من خلالها صرف أنظار الناس عن القضية الحقيقية وهي فشل الحكومة والبرلمان في أداء واجباتهما؟.
صحيح أن عزت الشابندر يرتبط بعلاقات مع البعثيين، وهو صديق لهم، وله أيادي ممتدة داخل جيوب الساسة السنة، وصحيح أنه متقلب، مرة يشتم حزب الدعوة، ومرات يمجد إنجازات أمينه العام نوري المالكي.. ولأنه يهوى لعبة "الثعلب فات فات" فقد خرج علينا قبل يومين ليقول إن "مستقبل العراق أهم من الدم"، وهو قول ينتمي بالكامل إلى قاموس الدكتاتورية التي ترى أن وجودها على كرسي الحكم أهم من دماء الذين يعارضون الاستبداد.. فالثعلب عزت يريد أن يقنعنا أنه خائف على الوطن.. وهو الذي سخر من العراقيين ذات يوم ووصفهم بأنهم عبيد لكل دكتاتور.. وسخر من ضحايا الإرهاب حين اصطحب بيده مشعان الجبوري ليقدمه باعتباره رمزا وطنيا، بعد أن كان يخرج على الناس من خلال قناته "الزوراء" يقدم دروسا في كيفية صناعة العبوات الناسفة .
في كل أزمة يظهر عزت الشابندر ليمثل دور الخبير، وهذه المرة أوهم عادل عبد المهدي أن التظاهرات يقودها حزب البعث، وبما أنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع جناح يونس الأحمد فبإمكانه إقناع البعثيين برفع أيديهم عن التظاهرات.. والثمن طبعا تشويه الاحتجاجات.. وملايين من أموال العراقيين تذهب في حساب الثعلب الشابندر.
عزت الشابندر الذي يتحول في الأزمات إلى ماكنة متحركة لجمع الدولارات، تراه في النهار يضحك مع إياد علاوي.. وفي الظهر يتغدى عند تيار الحكمة وفي المساء يتسامر مع حزب الدعوة وفي الليل يسهر مع مشعان الجبوري.. وبين الحين والآخر تجده ضيفا عزيزا على آل الكربولي.. وفي أوقات الفراغ يحاول أن يظهر على الفضائيات ليمثل دور حكيم الأمة.
ومن المؤكد أن عزت الشابندر سيكون له دور في لعبة الحكومة لضرب شباب الاحتجاجات وقمعهم، ولن يفوت ثعلبه دون أن يحصل على عدد من "اللفات"، وحتما ستكون محملة بكل ما هو غالٍ وثمين.
السيد وزير الداخلية، إلقاء القبض على شابندرالأكاذيب واجب، بشرط أن يوضع في قفص زجاجي وسط ساحة التحرير.
جميع التعليقات 1
س . السندي
** من ألاخر لي الثقة بان ثورة العراق ستقطع ليس فقط ذنب هذا الثلعب اللعين بل ومعه كل تجار الدم والدين ، من ساسة عملاء ومعممين ، والايام بيننا ؟