اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: سرّ السمن والعسل بين الإسلاميّين ونفايات صدام!

شناشيل: سرّ السمن والعسل بين الإسلاميّين ونفايات صدام!

نشر في: 12 نوفمبر, 2019: 09:31 ص

من أجل أن يبقى قلم الكاتب الراحل عدنان حسين حاضراً في المشهد العراقي، تعيد المدى نشر بعض "شناشيله" التي سلط من خلالها الضوء على الفساد الإداري والمالي ودافع عن قيم الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.

 عدنان حسين

هناك سرّ آخر في عمل دولتنا الحالية، التي تُديرها أحزاب الإسلام السياسي وتتحكّم بمصيرها وتتحمّل المسؤولية عن إخفاقاتها، نحتاج إلى فكّ ألغازه وأحاجيه والكشف عن مكامنه ومتاهاته.
منطقيّاً، الأحزاب الإسلاميّة التي كانت جزءاً من المعارضة في عهد النظام السابق، لا يجمعها جامع مع فلول ذلك النظام. لكنّ هذه المعادلة ليست قائمة على أرض الواقع، فثمّة أكثر من وثاق مكين ورباط متين بين القوى الإسلاميّة المتنفّذة في الدولة والنظام السياسي وفلول النظام السابق... وأي فلول؟ إنهم في الواقع سقط متاع ذلك النظام وحزبه ونفاياتهما، ممّن تخلّوا عن الزيتوني ليُطلقوا اللحى ويوشموا الجباه ويرتدوا المحابس، والعمائم في حالات ليست بالنادرة، ويلعبوا بالمسابح ويبسملوا ويحوقلوا ويستغفروا في مناسبة ومن دونها، رياءً ودجلاً بالطبع.
في دوائر الدولة كلّها تقريباً، الموظفون الأكثر نفوذاً هم في أغلبهم من تلك الفلول.. إنهم مقرّبون إلى وزرائهم والوكلاء والمدراء أكثر من غيرهم، وهم – الفلول- الأكثر فساداً وإفساداً، والأكثر تمسّكاً بالروتين القاتل، والأكثرعرقلة لإعادة بناء الدولة ووضعها على السكة الصحيحة، بانتظار انهيارها وإعادة عقارب الساعة إلى عهد نظامهم.
ويمتدّ نطاق نفوذ هؤلاء الفلول إلى المنظمات غير الحكومية، وبخاصة النقابات التي يسيطر على البعض منها، وربما معظمها، أشخاص هم الأكثر ارتزاقاً ونفعية وفساداً من بين تلك الفلول.. هذا يتمّ بدعم مباشر من مسؤولين كبار في الدولة والأحزاب المتنفّذة فيها (الإسلامية)، وبالأموال التي يتلقّونها من دون حساب والتسهيلات التي يحظوْن بها. المسؤولون الذين يقدّمون كل هذا الدعم للفلول يستغلونهم في عمليات الفساد التي يديرونها، ويستعملونهم في منع العناصر الوطنية المخلصة والكفاءات النزيهة من تولّي المناصب والمسؤوليات في الدولة.
الحملة الانتخابية، البرلمانية وغير البرلمانية (النقابية)، الجارية الآن تكشف عن العديد من هؤلاء الفلول الذين وجدوا لهم أماكن على قوائم المرشّحين عن هذه الأحزاب بعدما عثروا على ملاذات لهم فيها.. بقدرة قادر صار هؤلاء في منأى من إجراءات "المساءلة والعدالة" وخارج نطاق تغطيتها، فالالتحاق بهذه الأحزاب، حتى ولو كان رياءً، من شأنه أن يمنح الحصانة ويحمي من هذه الإجراءات التي لم يَعُد ثمة شك في تسييسها.
شخصياً لا تزعجني هذه الظاهرة كثيراً، فما دامت هذه الأحزاب سعيدة ومبتهجة بالخدمات التي تتحصّل عليها من نفايات نظام صدام فليكن لها هذا.. إنها في الواقع تُدخل الحرامي إلى بيتها.. بل هي تحفر قبر دولتها بأيديها.. وبذا هي تعفينا وتريحنا من أن نحفر لها القبر ونحارَ بإجراءات دفنها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram