TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نزاهة على الطريقة الحلبوسية

العمود الثامن: نزاهة على الطريقة الحلبوسية

نشر في: 13 نوفمبر, 2019: 09:13 م

 علي حسين

مليون سبب وسبب يدعونا جميعا لضرورة رحيل هذا النظام السياسي واستقالة الحكومة وغلق البرلمان بالقفل والمفتاح،

وإبلاغ رئيس الجمهورية أن الناس ملت من برامج التوك شو التي يقدمها بين الحين والآخر، ولعل ضمن الثلاثة أسباب الأولى لإعلان موت النظام السياسي المحاصصي، أن عندنا رئيس مجلس نواب اسمه محمد الحلبوسي، يتحدث في الفضائيات عن النزاهة.. ويعمل داخل البرلمان على إشاعة الخراب وتسويق المحسوبية .

ففي لفتة تدل على إحساس كبير بالمسؤولية العشائرية ، قرر رئيس البرلمان أن يمنح أقاربه من الحلابسة 40 وظيفة مهمة في الأنبار من بين 70 درجة وظيفية خصصت للمحافظة، في وقت يخرج فيه ملايين العراقيين للتظاهر ضد الفساد والرشوة والمحسوبية.. 

إذن نحن أمام مؤشر حقيقي على أن الانحياز "للمستقبل" صناعة " حلبوسية " ، بامتياز، ولهذا لا يهم أن تتقدم السيدة عالية نصيف أعضاء لجنة النزاهة باعتبارها المرأة التي حافظت على أملاك العراقيين من النهب، وأن يجلس إلى جوارها "الخبير" في شراء الأصوات والذمم أحمد الجبوري .

يتحدّث معظم السادة النواب، عن النزاهة، وهذه مسألة بحاجة إلى تحليل من خبراء علم النفس. لا يوجد شيء واحد أكثر بشاعة من القتل سوى الفساد، لذلك هناك قاعدة واحدة للنزاهة، إما الدفاع عن حقوق الناس البسطاء، وإما الاتجار بالعملة في بنوك عمان وبيروت. وهناك شرط واحد للنزاهة هو الإيمان بالوطن، وهذه قضايا لا تقبل استثناءات.

ليست هذه المرة الأولى التي يسقط فيها البرلمان بامتحان النزاهة، فقد فعلها قبل سنوات حين مهّد الطريق أمام هروب فلاح السوداني، وحين صمت على سرقات وعمولات مشعان الجبوري، وعندما كافأ حسين الشهرستاني على ضياع مليارات الدولارات من عقود النفط والكهرباء.

في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرّر السرقة وتحلّل نهب المال العام، تلك الخطابات والهتافات التي هزج بها العديد من أعضاء مجلس النواب وهم يهتفون بنزاهة وأمانة قراراتهم الكوميدية!.

تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة القوى العقلية والحسّ الإنساني والوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، في هذا البلد أو ذاك، ليجعل حياة الجميع أفضل، من خلال إحداث نوعٍ من النهوض المتكامل، يستهدف الارتقاء بحياة المواطن العادي، وإنعاش حظوظه في العيش بكرامة، في ظل ساسة يحترمون حقوقه الأساسية في الحرية والعدل والعمل.. لكن للأسف ما نتابعه في جلسات مجلسنا الموقر يؤكد أن بنية النظام السياسي في العراق لا تريد أن تغادر حالة الصفقات التي يتحول فيها البعض من إنسان مغمور ومفلس إلى صاحب مشروع استثماري يدر الملايين من الدولارات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Mokhalad

    احسنت بترجمة الواقع المرير للعرافيين ومفسدة الحكومه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram