TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصارحة حرة: البديل الذهبي والحارس السارح

مصارحة حرة: البديل الذهبي والحارس السارح

نشر في: 16 نوفمبر, 2019: 06:47 م

إياد الصالحي

أتمّ أسود الرافدين المهمّة الأصعب في المجموعة الثالثة في طريق التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال قطر 2022 وآسيا الصين 2023

بعد أن هزموا منافسهم الإيراني في موقعة تأريخية سرقتْ الأضواء كثيراً من مناسبات كروية خالدة بين المنتخبين على جميع الفئات نظراً للعُمق المعنوي الكبير الذي نهل منه الأسود عزيمتهم خارج أرض الوطن في شوطين مثيرين وقّتوا إيقاع حركتهم مع معدلات غير طبيعية لنبضات قلوب آلاف الشباب المتظاهرين المرابطين في ساحات الاحتجاج.

صراحة ، فوز باهر بأداء جَسُور لم نرَه منذ مدة طويلة ، ضاعف الإحساس لدى لاعبي منتخبنا الوطني بأن تحقيق حلم المونديال ليس صعباً إذا ما أرادوا قطع نصف مشواره في المرحلة هذه لاسيما أن تصدّر المجموعة بالنقطة 13 يمنحهم جرعات إضافية للتمسّك بحظوظهم ، وهذا ما نترقبه منهم في اللقاء المقبل مع المنتخب البحريني الذي كان تاريخ مواجهته في 5 أيلول الماضي يمثل يوماً صادِماً للمدرب كاتانيتش ، اليوم نفسه الذي أكمل عامه الأول مع منتخبنا ، وفشل أيما فشل في كيفية إنقاذ الأسود من ورطة هدف التقدّم للمُضيف عند الدقيقة 9 في مستهلّ مهمّته التي استُقدِم من أجلها ، وقضى لاعبونا جُلّ وقتهم بحثاً عن مخرج للتعادل حتى تحقق قبل نهاية المباراة بأربع دقائق ، وخرج المدرب مزهواً بالنقطة المُخجلة!

 

لكي نؤمّن حصد النقطة 13 الثلاثاء المقبل ، لا بدّ من مراجعة دروس موقعة "عمّان الدولي" فالحصار الذي فُرِضَ على المنتخب الإيراني وسط الملعب مع الدور الحيوي الذي بذلهُ الثلاثي علاء مهاوي وهمام طارق وأمجد عطوان في التهديد الديناميكي مع مساندة بشار رسن بواجبات إلزامية لوضع مهند علي في حالة تأهّب مستمر لتشكيل ضغط هجومي خطير تجلّتْ براعته في طريقة تسجيل هدفنا الأول وسط فوضى الدفاع الإيراني وحارسه كنتيجة طبيعية للقلق والخوف من ترجمة الضغوط الى هدف وشيك ، وهو ما عانى منهما المنتخب الضيف حتى ما بعد انقضاء الوقت الأصلي فجاء هدف علاء عباس (البديل الذهبي) بعدما سدّد كرة رأسيه "مازحة" لمرمى علي رضا استقبلها بيديه المرتعشتين ، وأدخلها الشباك ليكرّمه عباس بطريقته الخاصة قبيل ذهابه الى هونغ كونغ في الثاني من كانون الأول المقبل للمنافسة كأفضل لاعب في آسيا لعام 2019 مع صانع ألعاب منتخب قطر أكرم عفيف والمدافع الياباني تومواكي ماكينو.

ووسط فرحنا الغامر ، وتفاؤلنا بحسم جولة البحرين الذي تعثّر أمام هونغ كونغ بتعادل سلبي ، يتوجَّبْ تنبيه الملاك التدريبي إلى مسألتين ، أولاً إفراط بعض اللاعبين بالعصبية والمواجهة المحتدّة مع اللاعبين المنافسين وحتى مع الحكام أمر غير مقبول ويسبب أضراراً جمّة كالتي دفع علي عدنان ثمنها تحت ضغط الشعور بتحمّل مسؤولية تسجيل هدف التعادل ، ولاعب مثله صاحب تجربتي الاحتراف المهمّتين في مسابقتي الدوري الإيطالي والأميركي ينبغي أن تحكم تصرّفاته الخبرة والانضباطية والهدوء ، ونأمل أن يُعيد النظر ويتمهّل في اللحظات العصيبة ولا يتسرّع.

وثانياً ، إهمال الحارس محمد حميد (السارح) للكرات السهلة كالتي أرسلها مرتضى بور علي تائهة الى منطقته بالدقيقة 18 ولم يتعامل معها بجدية ، وكذلك فتح مرماه سابقاً لقبول أهدافٍ أثارت سخرية الجمهور منها في مواقع التواصل الاجتماعي يُدلّل على عدم الجاهزية النفسية بالدرجة الأساس وليس هذا فحسب ، بل انهزاميته في اللحظات العصيبة مثلما غادر المباراة بداية الشوط الثاني بداعي الاصابة التي لم تكن مؤثرة وإلا لتمَّ استبداله في وقت الاستراحة! وعليه لا بدّ من منح الثقة المطلقة للحارس جلال حسن لما يمثله من مصدر اطمئنان للاعبين بجرأته وتفاعله مع المدافعين ونجح في إظهار إمكاناته وملامح شخصيته بأنه الحارس الأمين لشباك الأسود ، وهذه الصفة تمنح 50% من الدعم المعنوي للاعبين مثلما كان يتمتع بها الحارس الدولي السابق رعد حمودي.

لم يزل أمام كاتانيتش وقت مهم لتأكيد صلاحه في الاستمرار مع الأسود وهو يشاطرنا الرأي هذا بتصريحه الواقعي بُعيدَ إنتهاء مباراة إيران قائلاً "سعيد بالفوز .. لكني أفكر في لقاء البحرين" فالمعالجات لم تزل بطيئة خاصة في المنطقة الدفاعية ومن يُعيد لقطة تسجيل هدف التعادل بعد توغّل محمد محبي ومناولته الكرة الى أحمد نور الله بالدقيقة 25 يُلاحظ تمركز ثمانية من لاعبينا داخل الصندوق بعيداً عن رقابة ثلاثة لاعبين إيرانيين ، وأيضاً حاجة مهند الى لاعب ثانٍ مما اضطر أمجد للعب هذا الدور أحياناً ، والنقطة الأهم عدم تخلّص كاتانيتش من العصبية التي تفقدهُ صوابه وهو المسؤول فكرياً ونفسياً كقائد موجّه للأسود الذين نتمنى لهم أن يكللوا عناء اللعب خارج أرضهم بفوزٍ غالٍ على البحرين .. فالثأر لم يؤخذ بعد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram