TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: 40 فضيحة في اجتماع الجادرية

العمود الثامن: 40 فضيحة في اجتماع الجادرية

نشر في: 19 نوفمبر, 2019: 09:35 م

 علي حسين

إذا أردت أن تعرف كيف تُدار السياسة في بلاد الرافدين، فإن مقررات اللقاء الذي أجرته الكتل السياسية منتصف ليلة أمس، تكفيك لتقف على أبعاد الانهيار التام لمفهوم الدولة ومؤسساتها وإداراتها.

تفاصيل ما جرى مضحكة، إذ تؤشر بوضوح إلى أن القوى السياسية لم تفهم الشعب حتى هذه اللحظة، وتصر على أن تحشر العراقيين في زاويةٍ ضيقةٍ تجعلهم يقولون: ليس في الإمكان أحسن مما كان!!.

ليس صحيحاً أن فكرة إجراء اللقاء ولدت من أجل معالجة حالة الاحتقان الشعبي التي تمر بها البلاد، بل إن القصة بأكملها محاولة لمنح حكومة عادل عبد المهدي جرعة حياة.. رغم أن الحكومة ماتت منذ اللحظة الأولى التي سقط فيها أول شهيد في إحدى ساحات الاحتجاج.

وبحسب البيان الذي قيل لنا إنه ناقش خارطة طريق من 40 نقطة، فإن نقطة واحدة تأخذ بثأر الـ350 شهيدا غابت عن الوثيقة ، التي أُريد لها أن لا تختلف باللون والطعم والرائحة عن وثيقة الشرف التي عشنا معها عام 2013 فاصلا كوميديا شهيرا.

السادة الموقعون على الوثيقة الجديدة يصرّون على العمل بموجب الديمقراطية العراقية التي تقتضي أن يربحوا الانتخابات كما ربحوها من قبل، والديمقراطية التي يتمسك بها ساسة العراق، لم يضعها إفلاطون في جمهوريته، وإنما وضعها المفكر عبد الكريم خلف الذي يصرّ على أنّ الاحتجاج والتظاهر هما، نوعان من أنواع الإرهاب يجب أن يُضرب أصحابه بالرصاص الحي، وبقنابل صناعة "الطرف الثالث".

الذين أحكموا الخراب على العراق وأقاموا دولة الفساد وسدوا كل الأبواب والنوافذ أمام المستقبل، والذين طاردوا المتظاهرين الشباب في الشوارع والساحات، والذين قالوا إن هذا الشعب مجموعة رعاع ومكانهم القبر، والذين هرّبوا المليارات، والذين تصدّروا المشهد السياسي بفضل أصوات البسطاء من الناس، أصروا على أن يجعلوا منا أقواما كسيحة وفقيرة وعاجزة، تتلفت حولها، تتوجس من جارها، وتخشى مصافحة الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى نفس الطائفة .

16 عاماً وتجمعاتنا السياسية تفترض أننا مجموعة من المختلّين عقليا .

16 عاماً ونحن نعيش في ودولة تخاف من عازفة موسيقى، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام، فيما المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمِّن له حياته وينشر الأمل والتسامح .

16 عاماً ولم يعط النظام السياسي الجديد، العراقيين ما يمكن أن يتعلّقوا به أكثر من مصطلحات عن الانبطاح والتوازن والأغلبية والتوافقية.

16 عاماً أمضيناها معهم في معارك طائفية، ليست بينها معركة واحدة من أجل المستقبل. 

16 عاماً من العمر.. والعمر به كم 16 عاماً ياسادة حتى تريدون منّا أن نستبدل قاسم عطا ، بـ عبد الكريم خلف ماركة عادل عبد المهدي؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. نهله الاعظمي

    سياسيوا الصدفة اللذين ابتلى بهم العراق أغتالوا مستقبل الشباب وجاءوا بعبد المهدي ليغتالهم وكل ما يجمعون عليه لا يرضي المتظاهرون لانهم كذابون اغبياء

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram