اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: انقرضوا يرحمكم الله

العمود الثامن: انقرضوا يرحمكم الله

نشر في: 10 ديسمبر, 2019: 09:58 م

 علي حسين

لم يتبقّ لنا ونحن نشاهد النهاية "التعيسة" لبرلمان "أهل المحابس والمدس"، سوى أن نشكر كلّ الكومبارس من النواب والسياسيين الذين أدّوا أدوارهم بكلّ مهنية وإخلاص،

وساهموا بتقديم نهاية ممتعة للمسلسل الدرامي الطويل "حكومة عادل عبد المهدي ". هكذا سيسدل الستار بفضل تضحيات الشباب وإصرارهم على صفحة ساخرة من تاريخ العراق، وإذا أردتَ عزيزي القارئ أن تعرف عمق المأساة التي وصلنا إليها في زمن "عادل عبد المهدي" إبحث عن رئيس الوزراء الذي استنكف أن يخرج على العراقيين بالتعازي لهم على مقتل العشرات في مذبحة السنك والخلاني، وليشكرهم في المقابل لأنهم تحملوه خلال إثني عشر شهرا عجافا! ومثلما اختفى عادل عبد المهدي، توارى عن الأنظار أكثر من ثلثمائة نائب ونائم، وجدوا أنّ حضورهم جلسة مناقشة ما جرى خلال الأيام الماضية، وتقديم الشكر للشعب الذي وضعهم على الكراسي ونقلهم من البؤس إلى مصاف أصحاب الثروات، أمر لا يستحق العناء.

برلمان ومؤسسات جكومية سيطر عليها الانتهازيون من غير أن يقدموا أي خدمة لهذا الشعب، كأنما الإنسان في هذه البلاد لا مقياس له سوى الموت والدمار وسرقة احلامه ومستقبله. كأنما لا حقّ للمواطن العراقي في برلمان يحترم الشعب. كأنما يليق بهذا البلد أن لا يظهر به ساسة إلّا من وزن عالية نصيف ومحمد الكربولي، شعب لا يملك الحق في محاسبة رئيس البرلمان على التخبط والعشوائية وغياب مصلحة الوطن والمواطن.

أكرّر مرة أخرى، أنّ أفدح خسائرنا في السنة الماضية من عمر الحكومة والبرلمان هي أننا عشنا مع سياسيين ومسؤولين لا يملكون ذرة إنسانية ولا نبل ، فصار المواطن بالنسية لهم مجرد ورقة انتخابية استغلها برلمان كسيح مارس الدجل والخداع!

ولهذا يريد منكم عادل عبد المهدي اليوم أن لا تُظهروا حزناً على هذه الدولة التي تحولت إلى جمهورية أحزاب وقبائل وطوائف، والتي ترفع فيها الاحزاب " المسلحة شعار: " نحن الدولة والدولة نحن .. نحن القانون والقانون نحن.. نحن فوق القانون والدستور والمحاسبة والقضاء.. اصمتوا حتى نرضى عنكم، ونسمح لكم بالحياة، وإلا فالكواتم والسكاكين جاهزة "!!

عام 1968 قامت ثورة الطلاب في فرنسا ضد ديغول الذي صنع النصر لبلاده، لكنّ صوت الشعب كان أقوى، ليذهب في النهاية الرجل الذي أسس الجمهورية الفرنسية الحديثة، إلى معتزله في الجنوب يكتب مذكراته بفرنسا أكثر قوة وأماناً، وبسهولة أسقط البريطانيون بطل الحرب العالمية الثانية تشرشل، فلا قدسية لأيّ مسؤول ،لا صوت يعلو في الديمقراطيات الحقيقية على صوت الشعب، وأرجوك لا تسألني عن ديمقراطيتنا التي أقلقت نوم عادل عبد المهدي ، فجعلته يسهر حتى التاسعة ليلاً !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram