علي حسين
أعذروا جهلي فأنا منذ أن بدأت بكتابة هذا العمود قبل عشر سنوات بالتمام والكمال في هذه الزاوية، لديّ مشكلة مع ما يقوله "مقاولو السياسة" والمسؤولون عن الفساد والإصلاح،
وتراني أضحك كلما أسمع "مقاولاً" من هؤلاء يذرف الدمع على حال العراقيين، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار. فما بالك أن أقرأ هذه الأيام مطولات عن السلمية ومصلحة البلاد والإصلاح والتظاهرات المندسة والتي كانت اخر تغريدة للمستشرة حنان الفتلاوي التي اكتشفت الآن، أنّ البلاد تعرضت إلى نهب لثرواتها، وأنها بحاجة إلى قائد وطني.. ياسلام ياست.. لقد فات الزعيمة ومعها العديد ممن يتولون المسؤولية أو يجلسون على كراسي المستشارية، وهم يحققون الانتصار تلو الانتصار في مجال نهب ثروات البلاد، والاستحواذ على مؤسسات الدولة والتوسع في الفُرقة والطائفية، أن تظاهرات تشرين لم تكن السبب في خراب العراق وسرقة ثرواته واشاعة الطائفية والمحاصصة وبيع المناصب
كتن اتمنى على الفتلاوي ان تقرا كتاباً صغيراً للمواطن "البغدادي" علي الوردي اسمه "وعّاظ السلاطين"، ففي هذا الكتاب ستجد كما وجدنا نحن قرّاء هذا العلامة حكايتنا جميعاً مع مندوبي الطائفية والخراب الذين يعتقدون أن الحــلَّ لأزمات البلد هو في تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن سلطان يضحك عليها. الوطنية ياعزيزتي الزعيمة ليست تغريدات ولا حلقات فضائية "مدفوعة الثمن"، إنها مسيرة خالية من الكذب على الناس.
قد تستمر حنان الفتلاوي بمفاجآتها على تويتر، وعلى أية حال كانت هي نفسها مفاجأة الديمقراطية العراقية الحديثة، فمن كان يتوقع أن تصل موظفة بسيطة إلى مرحلة تأسيس حزب وشراء فضائية، مثلها مثل الكثيرين من الذين حصدوا المناصب والأموال من خلال خطاب طائفي إقصائي، ظلّ يتصدر المشهد في كل انتخابات، مثلما يتصدر اليوم أحمد الجبوري "أبو مازن" مزادات بيع المناصب، ففي حوار مثير كشف السيد زهير الجلبي الرئيس السابق للجنة إعمار الموصل عن مزاد تم نصبه لبيع منصب محافظ الموصل، وأن هناك ثلاثة "حيتان" سال لعابهم على الكرسي – أحمد الجبوري وخميس الخنجر وجمال الكربولي – سيسأل قارئ عزيز وما مصلحتهم من هذا الكرسي لمدينة تعاني من الدمار؟! إنها دولارات الإعمار أيها السادة .
يكتب المرحوم أفلاطون أن أكثر الرغبات وقاحةً هي رغبة السلطة، ويضيف، لكن رغبة المال تتفوق عليها.. المشكلة ياسادة ليست في عدم وجود كفاءات، وإنما في ضياع القيم الأخلاقية والوطنية عند "مقاولي السياسة" .
عندما يتقدم مواطن لطلب وظيفة بسيطة مثل أحواله، سيُطلب منه أن يملأ استمارة عن عائلته وخبرته ومؤهلاته، وسيرته، لكن عادل عبد المهدي لم يسأل عن الكفاءة والنزاهة وإنما كانت تطربه التغريدات الطائفية .