إياد الصالحي
محنة كل موسم تطل برأسها أمام إدارة نادي الزوراء الرياضي لتضرب معسكر استقراره الفني وتزعزع الثقة في نفوس لاعبي الفريق الأول لكرة القدم وهم في طريق التحدّيات المحلية والقارية ليكونوا خير سفراء للكرة العراقية
التي اعتلوا زعامتها أربع عشرة مرة وشرّفوها في منافسات عربية وآسيوية غير مرّة، ولم يعق مسيرهم سوى الدعم المالي الذي بقي المعضلة الأكبر في تاريخ النادي برغم ارتباطه بوزارة النقل الجهة المموّلة لميزانيته والتي تسهم الإجراءات البيروقراطية في إحراجه أمام التزاماته المتعدّدة.
أنْ يتطلّع أبناء نادي الزوراء الى مشاركة إيجابية في جميع انشطة الرياضة المحلية والخارجية، فذلك أمر لا شكّ فيه، ولديهم تاريخ حافل بالمنجزات في أكثر من لعبة قدّموا فيها خيرة ابطال العراق ليدافعوا عن المنتخبات بغيرة عالية ويعودوا محمّلين بميداليات وكؤوس البطولات أسوة ببقية زملائهم في بقية الأندية التي لن تألو جهداً في هذا الجانب، وعلى هذا الاساس بكّر فريق الزوراء استعداده للموسم الجديد وفي روزنامته استحقاقين مهمين "الدوري الممتاز ودوري ابطال آسيا" وكلاهما يحظيان باهتمام استثنائي لدى الجماهير المراقبة لكل تحرّكات الإدارة والمدرب واللاعبين من أجل تأمين مشاركة ناجحة أفضل من المرات السابقة.
ومع استمرار أزمة توقف الدوري ما بعد الجولة الرابعة واخفاق لجنة المسابقات في رفع توصية للجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم تبيّن موقفها من المسابقة ومدة استمرارها وطريقة المنافسة فيها، مع كل ذلك، برزت للزوراء مشكلة عدم تخصيص الأموال اللازمة لمشاركته في دوري ابطال آسيا ضمن جولة التصفيات التأهيلية الثانية التي أوقعته أمام فريق بونيودكور الأوزبكي ليخوض مباراة واحدة في ملعبه يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 2020 وفي حالة فوزه ينتقل لمواجهة فريق العين الإماراتي على ملعب هزاع بن زايد يوم الثامن والعشرين الشهر نفسه، وهما من اصعب المواجهات التي تسبق دخوله في دور المجموعات العام المقبل.
إدارياً، يتعكّز رئيس النادي فلاح حسن على مُنحة وزارة النقل بحدود مليار دينار من مجموع ثلاثة مليارات ونصف المليار دينار قيمة العقود المبرمة مع الملاك التدريبي واللاعبين لموسم 2020-2019 ولم تصرف المُنحة حتى الآن، ناهيك عن مطالبة الاتحاد الآسيوي للعبة نادي الزوراء تسديد مبلغ 181 الف دولار كغرامة عن توصية اللجنة التأديبية والأخلاقية تارة وتقارير مشرفي مباريات دوري ابطال آسيا في ملعب كربلاء الدولي تارة أخرى عن خروق متباينة اشترط الآسيوي دفعها قبل مباراة بونيودكور، ومع ذلك يستمر الفريق في وحداته التدريبية الاعتيادية وسط تذمّر اللاعبين لتأخر حصولهم على مستحقاتهم ولن يلومهم أحد عليه، وتعامل معه الكابتن باسم قاسم بخبرته المعهودة في هذه الظروف، وسبق أن واجهها قبل مواسم عدة، فضلاً عن بروز مشكلة استدعاء خمسة لاعبين بارزين من الفريق لدعم مهمة المنتخب الأولمبي في بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة التي ستنطلق في تايلاند للفترة من 8 لغاية 26 كانون الثاني 2020 وهم محمد رضا ومصطفى محمد وعلاء عباس ونجم شوان وعلاء رعد، وعلمنا من مصدر موثوق أن الملاك التدريبي حرص على بقاء مجموعة لاعبيه بمعيته طوال الفترة المقبلة لتعزيز الانسجام ورسم ستراتيجيته معهم تحسّباً لاستئناف دوري الكرة، لكن الضغوط كانت كبيرة عليه ولم يقف عائقاً أمام المهمة الوطنية مثل غيره، مشترطاً عودة اللاعبين الخمسة الى الفريق قبل خمسة أيام من بدء مباراتهم مع بونيودكور الأوزبكي مهما كانت حاجة المدرب عبدالغني شهد لهم في معترك تاماسات وراجامانجالا، وتلك مسؤولية يتحمّلها الأخير، فماذا كان يفعل بمعية عشرات اللاعبين لأكثر من سنتين، ثم ألم يُدرك بعد أن دوره يقتصر على صناعة منتخب رديف، وأن الاتحاد لا يكترثْ الى نتائجه بقدر تهيئة بدلاء أكفاء للمنتخب الوطني؟!
رسالتنا الى شُركاء الزوراء في الواجب الوطني، من المحزن أن يستغيث نادٍ عريق مثله يواجه منغّصات تأخر صرف استحقاقاته المالية ليؤدي التزاماته الاخلاقية والقانونية لجميع العناوين المنضوية اليه، في وقت بات الفريق بأمس الحاجة الى تكاتف المؤسسات الرياضية وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة لتذلّل جزءاً من المصاعب خاصة أن هناك تنسيقا فعّالا بينها وبين وزارة النقل بخصوص تأمين طائرات للمنتخبات والأندية الممثلة للوطن في المنافسات العربية والقارية والدولية، ومن الممكن بلورة اتفاق رسمي نافذ ومحدّد بنوع المشاركة لا يُبطَل بتغيّر مسؤولي الوزارتين، فكل المصاعب تهون أمام سفراء الوطن.