ترجمة : عدوية الهلالي
يعود الفنان الفرنسي فنسنت كاسل بقوة في الفيلم الجديد (خارج المألوف) مع الثنائي اريك توليدانو واوليفييه ناكاش ، والذي يجسد فيه شخصية معلم للأطفال المصابين بالتوحّد والمستبعدين من نظام الحماية الاجتماعية ..
ويشكل هذا الفيلم منعطفاً كبيراً بالنسبة للممثل المعروف بتجسيد الأدوار الرومانسية في السينما الفرنسية وأدوار رجال العصابات في الأفلام الانكليزية ..مجلة باري ماتش الفرنسية أجرت معه حواراً ( خارجاً عن المألوف) أيضاً ، جاء فيه :
* هل يعد هذا الفيلم تجديداً بالنسبة لك؟
- بالتأكيد ، لأنني ارتدي فيه ثوب شخصية أكثر إيجابية وبعيدة عن الشر ، ومن ثم ، يجب علي القول إنني سئمت قليلاً من إطلاق النار على الناس وارتكاب جرائم القتل ، وبدأ هذا الأمر يسبب لي المشاكل ، وإذن ، فقد جاء هذا الفيلم في الوقت المناسب وفي اللحظة التي رغبت فيها – حقاً - بالتغيير ..
* اللقاء مع أوليفييه ناكاش وإريك توليدانو لايتم حتماً دون سيناريو ؟
- نعم ، لقد قابلنا رضا كاتب وحدثوني عن مشروع وعرضوا لي فيلماً وثائقياً عن أطفال التوحّد وقالوا بأنهم يرغبون بتحويله الى فيلم درامي .لقد وافقت على الفور لأني أعشق أدوار رضا كاتب ولايمكنني رفض التعاون مع إريك وأوليفييه ..
* لماذا ؟
- لأن لديهم معرفة استثنائية ، ولايقدمون على عمل دون التفكير فيه جيداً ، كما إنهم يمنحونني مساحة قليلة للفوضى وتجربة الأشياء وانتظار وقوع حدث جديد ..والتمثيل مع مرضى التوحّد ترافقه حوادث عديدة بالضرورة ..
* شخصية ( برونو ) التي تجسدها في الفيلم مستوحاة مباشرة من شخصية ستيفان بن حمو مدير جمعية لمرضى التوحّد ..هل من السهل أم الصعب على الممثل أن يكون لديه مصدر إلهام مباشر ؟
- أنا لاأنزعج كثيراً من هذه الأشياء ..لقد عرض علي من قبل تجسيد شخصيات إيف مونتان وسلفادور دالي ولاأجد نفسي واقعاً في فخ التقليد بل إن كل مايهمني هو الشخصية ..
* شخصية برونو خارجة عن المألوف لكنه رجل جريء ومبهم للغاية ؟
- إنه رجل إيثار خالص ، ومحارب لايترك أي شيء على الاطلاق ، فهو يحارب المؤسسات الاجتماعية والسياسية ..
* تمت معالجة مرض التوحّد في السينما ، ولكن ليس بطريقة حاذقة ؟
- يتم تصوير الفيلم بطريقة تخلو من الرومانسية والتنازل بل يتم التركيز على الشخصيات ..من جهتي ، لم أكن أعرف شيئاً عن مرض التوحّد ..كنت قد شاهدت فيلم ( رجل المطر ) واعتقدت بأنهم كانوا موهوبين جداً ، لكننا كنا – جميعاً - بعيدين عن الواقع ، هنالك مرضى توحّد مختلفين جداً ، فمنهم من لايمكنه تعلم أي شيء ..إنه شيء صعب للغاية ، لكن إريك وأوليفر نجحا في تقديم كوميديا درامية فجاء الفيلم مثيراً للضحك الذي تبلله الدموع ..
* هنالك مشهد مدهش عندما يواجه برونو مفتشي الشؤون الاجتماعية الذين يحاولون منعه من مواصلة رعايته للمتوحّدين ..هل يدعو الفيلم إذن للعصيان المدني ؟
- بالتأكيد ، نحن لانعرف شيئاً عن مرضى التوحّد وعندما يغضب برونو ويواجه المفتشين فلكي يصل الى جوهر المشكلة بينما لاتقدر الإدارة أية وسيلة لجعلهم في موقع المسؤولية والإدراك..
* أية متعة لديك في المرور من عوالم جان فرانسوا ريتشي الى هوليوود؟
- إنها متعة السفر في عوالم مختلفة ..أنا انصهر في أدواري ، لكني أرغب في نهاية كل فيلم بالهروب والشعور بالحرية ..أنا لاانتمي إلا الى نفسي .
* كيف ترى السينما الهوليوودية اليوم ؟
- اعتقد بأن سينما هوليوود ماتت ونحن نشهد احتضارها فهي تنتج الهراء عديم الفائدة وتشهد تحولاً عميقاً ..
* والسينما الفرنسية ؟
- اعتقد أنها لاتسير بهذا السوء لأنها تخرج عن المألوف وتجرؤ على قول أشياء جديدة ..
- عن مجلة باري ماتش الفرنسية
