اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مضحكات السيادة

العمود الثامن: مضحكات السيادة

نشر في: 6 يناير, 2020: 10:29 م

 علي حسين

اذا أردت أن تعرف كيف تُدار السياسة في بلاد العجائب التي كانت تسمى بلاد الرافدين قبل أن يستحوذ عليها السيد نوري المالكي، فإن الحديث المسرب الخاص برئيس البرلمان محمد الحلبوسي والذي قال فيه إن البرلمان اليوم "شيعي"، تكفيك لتقف على أبعاد الانهيار التام لمفهوم الدولة ومؤسساتها وإداراتها.

تفاصيل ما قاله الحلبوسي لا يمكن أن يقولها مسؤول سياسي في بلد يُحترم فيه المواطن، فأن يعترف رئيس البرلمان بأن قرار البرلمان بقطع العلاقات مع أميركا هو قرار كتلة سياسية واحدة فقط ، ثم يضيف ربما لا نستطيع دفع الرواتب، ومع هذا فإن الحلبوسي مطمئن إلى أن حكمة عادل عبد المهدي يمكن أن تقود البلاد إلى بر الأمان.. تخيل رئيس وزراء مقال بأمر الشعب توكل إليه مهمة مصيرية، وهو الذي امتنع على مدى ما يقارب ثلاثة أشهر عن الحضور إلى البرلمان لمناقشة طلبات ساحات الاحتجاج. أما اذا أردت أن تعرف حالة الانفصال بن الشعب والقوى السياسية، فأتمنى عليك أن تقرأ تصريح كتلة سائرون، التي تخبرنا بأن العقوبات الأميركية ليست غريبة على هذا الشعب الذي تعود على الحصار، ولهذا مطلوب منه، أي الشعب، وليس الحكومة أو البرلمان أن يطور قدراته الذاتية.. ما بين حانة محمد الحلبوسي ، ومانة سائرون نكتشف بوضوح أن الحكومة والبرلمان ومعهم القوى السياسية لم يفهموا الشعب حتى هذه اللحظة، ويصرون على أن يُحشر العراقيون في زاويةٍ ضيقةٍ تجعلهم يقولون: ليس في الإمكان أحسن مما كان!!.

ماذا يكتب كاتب مثل جنابي، يخاف من أن يسقط صاروخ ليلي على بيته؟، يكتب عن الصين وسنغافورة وينسى أن هذه البلاد تعيش منذ عشرات السنين في ظل الخطابات الثورية، وصرخات "يلاوونه لو بيهم زود" وتتردد على أسماعهم عبارات مثل "خو ما تبخرنا"، هل "أعيد وأصقل" بحكايات ماليزيا ورئيسها المؤمن مهاتير محمد، وأنسى أن لدينا أكثر من مئة ألف مسؤول يؤدون الفرائض بانتظام وسيماء التقوى على وجوههم؟، هذا معيب ياسادة، ويجب أن أتوارى خجلاً.

ماذا نريد أن نعرف بعد ذلك؟ الصناعة صفر.. الزراعة جعلونا نستورد حتى البصل، الثقافة صفر، التربية توزع أموال الكتب على أحباب رئيس مجلس النواب، الإسكان بلا مشاريع، الاستثمار متوقف حتى إشعار آخر. التنمية في خبر كان، والناس مشغولة بالمعركة التي ستطيح باقتصاد الولايات المتحدة الاميركية. 

حين لا تكون الصحافة مشغولة بأخبار غياب المناضل أبو مازن، تكون النتيجة أنها ستعيد الاهتمام بزوايا عديدة ربما واحدة منها إجابة قاطعة على سؤال يشغل بال الناس وهو: هل صحيح أن السلاح تم حصره بيد الدولة فقط؟، ما ذا سيقول رئيس الوزراء عن الصواريخ التي تنطلق كل مساء؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram