ذي قار / حسين العامل
أعلن مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار يوم الاربعاء ( 8 كانون الثاني 2020 ) عن إصابة 8 متظاهرين بجراح مختلفة ،
إثر هجوم مسلح شنه مجهولون ليلة الثلاثاء / الاربعاء على ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي بالناصرية ، وفيما أكد ناشطون في الحراك الشعبي بالناصرية حرق عدد من خيام المعتصمين ، اتهموا أحزاباً سياسية وفصائل مسلحة بتدبير الهجوم على خلفية منع مرور موكب تشييع رمزي لقائد قوة القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في ساحة التظاهرات وسط الناصرية.
وقال مدير عام دائرة صحة ذي قار للمدى إن " مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية استقبل في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء ثمانية جرحى من المتظاهرين "، مبيناً أن " ستة أشخاص من الجرحى اصيبوا بإطلاقات نارية في الصدر والساق والظهر والاثنان الآخران تعرضوا الى إصابات ناجمة عن شدة خارجية ".
وأكد الجابري أن " المصابين بإطلاقات نارية أدخلوا صالة العمليات لأجراء تداخل جراحي ".
ومن جانبه قال الناشط المدني حسن باسكت إن " مسلحين مجهولين هاجموا عند الساعة العاشرة من ليل الثلاثاء ساحة التظاهرات في ساحة الحبوبي من جهة جسر الحضارات القريب من الساحة وفتحوا النار بكثافة على خيم المعتصمين "، مشيراً الى أن " الهجوم الذي تواصل لأكثر من نصف ساعة أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وحرق عدد من خيام المعتصمين ".
وأكد باسكت الذي قام بتغطية فيديوية مباشرة للهجوم المسلح وبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي في خطوة لكشف نوايا المهاجمين أن " القوات الامنية التي كانت منتشرة عند مداخل ومقتربات ساحة التظاهرات انسحبت بالكامل لحظة الهجوم وعادت بعد انتهائه ولم ترد على المهاجمين أو تلاحقهم بعد انسحابهم "، متهماً " احزاب السلطة المتنفذة والمجاميع المسلحة بتدبير الهجوم على خلفية منع مرور موكب تشييع رمزي لقائد قوة القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في ساحة التظاهرات وسط الناصرية". وأشار الناشط المدني الى أن " المهاجمين اضطروا للانسحاب بعد ان توافدت حشود من المواطنين والمتظاهرين الى ساحة الحبوبي لغرض اسناد المتظاهرين وتقديم الدعم لهم". وفي ردة فعل غاضبة على الهجوم توجهت مجموعات من المتظاهرين في ذات الليلة الى مقار الأحزاب في مركز مدينة الناصرية وحرقها للمرة الخامسة حيث تم حرق مبنى منظمة بدر وعصائب اهل الحق وتيار الحكمة وحزب الدعوة والحزب الشيوعي فضلا عن مبنى ديوان المحافظة.
وفي أعقاب الهجوم هبت جموع المتظاهرين صوب ساحات الاعتصام في عدد من مدن محافظة ذي قار إذ احتشد آلاف المتظاهرين في أقضية الشطرة والرفاعي والغراف ومدن أخرى وذلك تضامنا مع متظاهري ساحة الحبوبي ، في حين انطلقت تظاهرات وفعاليات تضامنية أخرى في ساحة التحرير ببغداد والبصرة والنجف وغيرها وهم يهتفون ( بالروح بالدم نفيك يا ذي قار). هذا وقد استأنفت ساحة الحبوبي صباح يوم الاربعاء ( 8 كانون الثاني 2020 ) فعالياتها الاحتجاجية بمشاركة الآلاف من المتظاهرين فيما قامت مجموعة من المتظاهرين بقطع الجسور الحيوية في مركز مدينة الناصرية لغرض إدامة فعاليات الإضراب العام والعصيان المدني ، فيما انتشرت قوة كبيرة حول محيط هيئة الحشد الشعبي تحسباً من مهاجمتها من قبل متظاهرين غاضبين.
وكانت مدينة الناصرية قد شهدت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أجواء مشحونة إر استشهاد أحد المتظاهرين وإصابة اثنين آخرين على يد مسلحين كانوا يرافقون موكب تشييع رمزي لقائد قوة القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وذلك بعد أن حاول المسلحون والمشيعون الدخول بالموكب الى ساحة التظاهرات بأسلحتهم وهو ما رفضه المتظاهرون وأدى الى اندلاع اشتباكات بين المسلحين والمتظاهرين ، حيث تمكن المتظاهرون بعد إصابة زملاؤهم من طرد المسلحين والمشيعين وملاحقتهم بالحجارة وحرق السيارة التي تقل النعوش الرمزية ، وفيما بعد قاموا بمهاجمة وحرق مقر هيئة الحشد الشعبي التي يعتقد البعض من المتظاهرون أن المسلحين من عناصرها. وفي غضون ذلك تصاعدت حدة التوتر بين المتظاهرين وبعض فصائل الحشد الشعبي يوم الثلاثاء ( 7 كانون الثاني 2020 ) بعد إصرار الأخيرة على تشييع جثمان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في ساحة الحبوبي بعد عودة موكب تشيعيه من إيران الأمر الذي رفضه المتظاهرون وأقاموا متاريس من الحجارة وقطعوا الطرق المؤدية الى الساحة التظاهرات بالإطارات المحترقة ، ما استدعى إلغاء فكرة التشييع في ساحة الحبوبي واستبدالها بتشييع آخر قرب السجن الاصلاحي الذي يبعد نحو ( 7 كم ) عن ساحة التظاهرات) .
وكان مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار أعلن صباح الاثنين ( 6 كانون الثاني 2020 ) عن وفاة المتظاهر محمد صكبان في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية ، وذلك بعد يوم واحد من تعرضه ومتظاهرين آخرين لإصابات مختلفة على يد مسلحين ملثمين كانوا يرافقون موكب تشييع رمزي لقائد قوة القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في مدينة الناصرية ، وكان ناشطون في محافظة ذي قار كشفوا يوم الثلاثاء ( 7 كانون الثاني 2020 ) عن ارتفاع معدلات جرائم استهداف الناشطين في مجال التظاهرات بالعبوات الناسفة والاغتيال بكواتم الصوت وتصويب الرصاص الحي باتجاه حشود المتظاهرين من قبل مسلحين ملثمين يتبعون الأحزاب المتنفذة، وفيما أكدوا استشهاد 3 ناشطين وتسجيل 11 جريمة اغتيال وتفجير وقتل مباشر خلال الأسبوعين المنصرمين ، أشاروا الى تعرض دور كل من الناشطين حيدر عبد العباس الموسوي وعدي الجابري ومواطن آخر في قضاء سوق الشيوخ للاستهداف بعبوات صوتية وناسفة.
يشار الى أن محافظة ذي قار شهدت مؤخراً ارتكاب خمسة جرائم اغتيال استشهد على أثرها كل من الناشط المدني علي محمد مكطوف العصمي في يوم الجمعة ( 20 كانون الأول 2019 ) قرب تمثال الشيباني الذي لا يبعد سوى 500 متر من قيادة شرطة ذي قار، واستشهد الناشط علي خالد الخفاجي على يد مجهولين يوم الثلاثاء ( 31 كانون الأول 2019 ) في حين تعرض كل من علي الغزي و طارق الجحيشي لمحاولتي اغتيال في قضاء الغراف يوم الخميس 19 كانون الأول 2019 أصيبا على أثرهما بإطلاقات نارية غير قاتلة ، فيما نجا الناشط مرتضى الشيخ علي من محاولة اغتيال تعرض لها مساء يوم الاربعاء ( الاول من كانون الثاني 2020 ) في ناحية الفضلية ( 15 كم جنوب الناصرية) .
وكان مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار كشف في يوم الأربعاء ( 10 كانون الأول 2019 ) إن إجمالي ضحايا تظاهرات ذي قار من ( 1 تشرين الأول لغاية 10 كانون الأول 2019 ) ، بـلغت ( 98 ) شهيداً وأكثر من 2650 جريحاً ونحو 500 متظاهر معتقل ، فضلاً عن تضرر 68 مؤسسة ومنزل وعجلة، فيما تشير بيانات المؤسسات الصحية الى أن من بين الضحايا أكثر من 38 شهيداً و 750 جريحاً وأكثر من 250 معتقلاً خلال شهر تشرين الأول 2019.
وكانت العديد من المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار قد شهدت انطلاق التظاهرات المطلبية في يوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول 2019 واستمرت لسبعة أيام توقفت بعدها لغرض أداء زيارة أربعينية الإمام الحسين ( ع ) ، لتعاود بعدها في يوم الجمعة ( 25 تشرين الأول 2019 ) .