إياد الصالحي
تتصاعد استعدادات فريق الشرطة لكرة القدم في معسكره المتواصل منذ السابع من كانون الثاني الجاري في العاصمة الأردنية عمّان لمواجهة فريق الشباب السعودي ضمن جولة الإياب لمنافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال موسم 2020-2019 ،
وسط ترقب انصاره ومتابعي الكرة العراقية لما ستؤول اليه جولة ردّ الاعتبار تحت ضغط فارق النتيجة القاسية بقبول ست كرات بلا رد.
أمر طبيعي أن يسود التفاؤل معسكر عمّان لتعويض الخسارة المريرة ولو بأداء مشرّف ليس صعباً على لاعبي الشرطة السعي لتقديمه في خاتمة المشاركة ، لكن من تابع إجراءات إدارة النادي عقب تعرّض الفريق الى الاهتزاز في سمعته الكروية يقف حائراً أمام غرابة القرار الفني بمنح الضوء الأخضر للمدرب الصربي اليكسندر أليتيش ما بعد أمسية (الملز) في الثالث والعشرين من كانون الأول 2019، وكانت هناك فترة مناسبة تقرُب من الشهر لإعادة ترتيب أوراق الفريق بشكل مؤثر ومنسجم داخل المنطقة الفنية ليتحمّل الملاك الفني المسؤولية الكاملة بدلاً من حل نصفي بالرهان على تسمية مدرب الحراس عماد هاشم ابن الشرطة البار لتخفيف حدّة الانتقادات القاسية التي واجهتها الإدارة من الإعلام والجمهور.
وما زاد الوضع حرجاً للمدرب أليتيش أن إدارة نادي الشرطة تدرك جيداً مدى تأثير العامل النفسي على أي عنصر متصل باللعبة في هكذا اختبار يستحيل التكهن بمصيره وفقاً لظروف مباراة الذهاب ، فمن جهة منحته الثقة لاصطحاب اللاعبين الى موقعة إحياء أمل ميّت مهما تصنّعنا المكابرة للثأر والوقوف بندية وتهديد مرمى الشباب ومحاولة الفوز عليه ، ومن جهة أخرى وضعت في جيبه قرار الاستغناء عنه ليتذكّر طوال دقائق المباراة أنه سيحزم حقيبته لا محال ، وفي الحالتين يصبح خارج حسابات الإدارة بعد العودة الى بغداد.
إن مسارعة الإدارة للاتفاق مع الدكتور صالح راضي كي يعمل بصفة مدير الكرة في النادي ليس حلاً سحرياً لأزمة الفريق ، فهذه المهمة تبدأ قبيل بدء الموسم ليتمكن راضي من رسم ستراتيجية شاملة لفرق النادي جميعاً ويعطي رأيه حتى في نوعية اللاعبين المستقطبين ويناقش المدرب في أمور كثيرة تستهدف تقويم الأداء والنتائج ، وكان القرار الصحيح هو إنهاء عقد المدرب الصربي بُعيد العودة من الرياض عطفاً على الخسارة الكبيرة وليس تجريبه في المهمة ذاتها ، ومن ثم تشكيل ملاك فني منقذ يضم راضي نفسه ومن تشاء تسميته الإدارة من أبناء النادي ذوي الخبرة في حال رفض الأول قيادة اللاعبين بصفة مستقلّة وهو ما أرجّحه لما عُرف عنه بعدم المغامرة للعمل كمدرب طوارئ!
الصواب الفني الذي يُحسب لإدارة الشرطة هو استعانتها الفورية بالمدرب عماد هاشم صاحب الشخصية التدريبية الرصينة والتاريخ الكروي الفاخر ليأخذ بأيدي حراس مرمى الفريق إلى برنامج خاص كانت أولى مهامه معهم تهدِئة نفوسهم وتخليصهم من فزع النقد الجارح وتعظيم الثقة لديهم بإمكانية تجاوز الأخطاء لاسيما أن (العمدة) يمتلك معرفة تامة بكيفية إعادة روحية العطاء للحارس الأول محمد حميد وتحذيره من زيادة وزنه وتنبيهه عن أخطاء متكرّرة داخل الصندوق دفع ثمنها سواء مع فريق الشرطة أم المنتخب الوطني ، ودرجات تقييم العمل معه للأيام الفائتة تبشّر بحصوله على علامات جيدة.
نأمل أن يستفيد فريق الشرطة من معسكره في عمّان برغم أن مدّته الطويلة من 7-19 كانون الثاني أي أثنى عشر يوماً أمر مبالغ فيه لخوض مباراة محسومة مبدئياً لمنافس قطع تذكرة العبور الى الدور نصف النهائي ويعيش استقراراً فنياً بعد تنفيذ إلتزاماته المالية والقانونية بخصوص تسجيل اللاعبين المحترفين الجُدد ، لذا نعتقد أن فترة أسبوع قُبيل اللقاء كانت كافية للشرطة بتأمين الجاهزية الفنية وتقنين نفقات المعسكر، والإدارة تعلم أن أجواء الأردن تشهد في هذه الفترة موجة برد شديدة وأمطار كثيفة أثرتا على المباراة التجريبية الأولى مع الفيصلي وأوقفتها عند الدقيقة 60 ، كل هذه الأمور لا بدّ أن تؤخذ في الحسبان مستقبلاً أملاً باستعادة بطل الدوري قوة الحضور وهيبة التاريخ.