اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: في ضياع الفرصة الأخيرة

قناطر: في ضياع الفرصة الأخيرة

نشر في: 14 يناير, 2020: 08:58 م

 طالب عبد العزيز

بعد انحدار صورة العراق خلال السنوات الماضية، ما الذي يريده الهؤلاء؟ جملة الاحزاب الاسلامية الحاكمة أقصد، ها انتم وقد حكمتم، وتسيدتم، وصارت البلاد بيدكم،

والأموال تنهال عليكم من كل جانب، وباتت صوركم وأسماءكم وأخباركم تتصدر الصفحات الأول في الصحف والمواقع، وتتناقل الوكالات أخباركم، لكنْ، أيّ صور، وأيّ اسماء، وأيّ أخبار. أنتم في الحضيض يا سادة، لقد شوهتم صورة التشيع قبل صورة العراق، وأجهزتم على ما كان حلماً لنا ذات يوم، نعم، لقد أجهزتم على الحلم، الذي كان يروادنا، منذ ألف وأربعمئة سنة، نحن الشيعة، بالذات.

عن أي دولة تتحدثون؟ والدولة تلفظ أنفاسها الأخيرة، أما وقد عولتم على العمق الإيراني، لبئس ما عولتم عليه، ها هي دولة الفقيه حائرة بأمرها، تتحدثون عن المظلومية، التي تعرضتم لها، عن قرن وقرابة نصف القرن من النفي والإقصاء والتهميش، ترى، ماذا بعد أن تمكنتم من ذلك كله؟ هل أنصفتم أتباعكم؟ ماذا قدمتم لهم الحياة والمستقبل ؟ ها قد تركتموهم أحراراً، يمشون الى كربلاء، يلطمون صدورهم، ويشقون هاماتهم، ويبكون حظهم العاثر، نعم، لكن ماذا عن التعليم والصحة والأمن وفرص العمل والمستقبل، هل في ذلك كله من شيء لهم؟ فتحتم لهم أبواب التطوع في الجيش والداخلية والحشد ليموتوا، أليس كذلك؟ أما أنتم فقد حملتم الجمل بما حمل، حتى صارت مشافي العالم أمكنة لشفاء مؤخرات البعض منكم، ولتبييض مهابل البعض الآخر من نسائكم. أليس كذلك؟

في كل حروب التاريخ ثمة من منحنا فرصة التعرّف على الفروسية وخُلق الفرسان العليا، وفي كل معارك الشعوب هناك من لا يقفز على مثله وقيمه وأخلاقه، وفي عرف المافيات هناك ثمة خلق وأعراف، لا يتجاوزها الكبار، وفي مواخير الرذيلة حتى، لا نعدم وجود جملة القيم .. بل وحتى في حظائر الحيوانات هناك من يدلنا على النبل والشهامة .. ترى، ماذا قال قاتل أحمد عبد الصمد ساعة نظر في صورة أبنائه؟ وماذا عن شيخ متظاهري الناصرية، ذي الستين عاماً، الذي قتل لأنه حمل يافطة صغيرة قال فيها: أريد وطناً؟

ماذا سيقول التاريخ عنكم بعد أن تزول دولتكم؟ وهي زائلة لا محالة. كلنا قرأنا ما كتبه الإمام علي وقرأناه في نهج البلاغة وما جاء في خطب الحسين، كلنا تربينا على المثل والقيم ومبادئ الإنسانية التي تحدث بها الإمام علي، وقالت بها كتب الفقه والحديث والتفاسير، بل وكلنا جاء عن تلك المآثر العظيمة، لكننا، لم نقرأ لأحدهم وقد أجهز على أعزل في ساحة مكشوفة، لم نقرأ لأحدهم وقد أثخن في قتل الأعزل المتظاهر ، لم نقرأ عن أحدهم وقد تعمد الخطف أو قتل الصبي الذي لم يبلغ الحلم، أو الصحفي الذي رأس ماله القلم والكلمة الصادقة.

ستذهبون غير مأسوف عليكم، وسيأتي جيل شيعي يلعنكم، جيل سيجد في العلمانية والوطنية كرامته وحريته ومستقبل أسرته، ولن تكون إيران حاضنة لكم، فقد شاهدتم حرص شعبها على انتقاء مناسبة حياته وحريته وكرامته. أما أنتم فقد ضيعتم الفرصة الوحيدة والأخيرة، وأثبتم أنكم لا تصلحون لقيادة الشعب العراقي، بعد أن مزقتم نسيجه الاجتماعي وفرطتم في وحدته. وتذكروا المقولة الشعبية السخيفة التي تقول بان عود الثقاب لا يشتعل مرتين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram