علي حسين
كنت أتمنى أن لا أعود إلى الكتابة عن مجلس النواب العراقي، لكن ماذا أفعل ياسادة والسيد النائب الأول لرئيس المجلس حسن الكعبي، لم يترك مفردة دون أن يلصقها بالذين ينتقدون أداء المجلس، فالذي يكتب عن غياب الأعضاء ،
فهو كاتب مرتزق، والذي يضرب كفا بكف حول القوانين المضحكة التي يناقشها البرلمان ويترك الحريق الذي يشتعل في البلاد ، هو مواطن خائن.. فكيف ياسادة تتجرأون وتنتقدون برلمانا رئيسه محمد الحلبوسي؟.. أيها الخونة تقرأون صحف العالم جميعا وتتركون صحف شبكة الإعلام التي تسبح بحمد السيد حسن الكعبي وبرلمانه العتيد ! .. وأنا أستمع إلى الخطبة الحماسية للسيد نائب رئيس مجلس النواب، قلت لنفسي، هل يعقل أن نائبا يحمل شهادة ماجستير في السياسة وعمل في مجال حقوق الإنسان، ومارس المحاماة، ينزعج من نقد يوجه للسلطة التشريعية، فيبدأ بفتح رشاش الشتائم على المنتقدين؟.. لو كان المتحدث أبو مازن أو عالية نصيف أو حتى طيب الذكر مشعان الجبوري لما استغربت، ولكن أن يكون المتحدث نائبا قدم نفسه لنا في بداية الدورة البرلمانية باعتباره نصيرا للرأي الآخر، ومهموما بتساؤلات النخب الثقافية، فهذا امر يثير العجب .. ورحم الله استاذنا الفنان جعفر السعدي وهو يعلق على مثل هذه الامور بجملته الشهيرة " عجيب أمور ..غريب قضية "
منذ 17 عاماً وهذه البلاد تتردّد في خطواتها، لأنّها ترى في العجلة الندامة، فماذا يعني إذا تأخرت مشاريع الكهرباء والصحة والتعليم، وارتفعت نسبة الفقر، وزاد عدد المشرّدين والمتسوّلين وضرب عدد القتلى الارقام القياسية التي كانت تحتفظ بها الصومال وافغانستان ؟، المهمّ أن تترسّخ الديمقراطية التي تسمح لأعضاء في مجلس النواب أن لا تتخطى أقدامهم عتبات قبة البرلمان، وتسمح لرئيس مجلس النواب أن يعقد اجتماعا حزبيا في دبي يناقش موضوعة الأقاليم، وتسمح لنواب أن ينحازوا لأحزابهم وليس للناس التي انتخبتهم .
بالأمس وفي الوقت الذي ألقى فيه حسن الكعبي خطابه الناري كان مجلس النواب عاجزا عن عقد جلسته الاعتيادية والسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة، بسبب غياب غالبية النواب.. محافظات العراق تحترق، والسادة النواب يمنحون أنفسهم إجازة قبل أن يعلن البرلمان عطلته التشريعية.. ترى بماذ يرد السيد الكعبي على النائب حسين العقابي، الذي هاجم البرلمان أمس وقال في تصريح أنقله بالنص: " وسط تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية واشتداد الأزمات الخانقة، نرى أداءً برلمانياً ضعيفاً لا يرتقي إلى مستوى المسؤولية ولا يحقق الجدية المطلوبة في مواجهة هذه الأزمات"، هل هذا النائب مرتزق ؟.
وكنتُ أتوهّم أنّ السيد الكعبي سيكون أول من ينتقد أداء البرلمان، فهو يعرف جيدا ان هذا برلمان لا يمثل إلا نفسه .