علي حسين
أنظر من يتحدّث عن القانون وحقوق الإنسان.. عبد الكريم خلف الذي ظل لأعوام يطالب باكتساح المنطقة الخضراء وطرد جميع السياسيين لأنهم لم يسمحوا له أن يمارس هوايته "الصّحافية" على العراقيين،
وحين مكنوه ووضعوا "مايك" أمام فمه أخذ يغرد عن الفوضى التي يسببها شباب التظاهرات، وعن الجنة التي نعيش فيها، والتي ما كان يمكن لها أن تكون لو لا جهود الطبقة السياسية.. بالامس كان يشتم السياسيين ويسخر منهم ، واليوم يقف ليقول إن على العراقيين أن يسبّحوا بحمد الطبقة السياسية "المؤمنة".
ينتحل عبد الكريم خلف شخصية العارف، حتى يخيّل إليك أنه يريد أن ينافس المرحوم سقراط في عقر داره، وبدلا من أن يكون ناطقا باسم الحقيقة، نجده يحرض ضد شباب التظاهرات وكأنهم أعداء للدولة العراقية ويجب استئصالهم.. ليمثل نموذجا من ملامح استعادة منظومة الصحاف ومن جاء بعده ابتداء بعلي الدباغ ومرورا بقاسم عطا ، وليس انتهاء بالجنرال خالد المحنا.
بالأمس وأنا أتابع ردود الأفعال التي تمجد بالجنرال عبد الكريم خلف، باعتباره رمزا للعسكرية العراقية، تذكرت كيف أن هذه الأصوات كانت تسخر من الجيش في ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تلخصت في محاولة البعض ممن يتباكون الآن على رتبة عبد الكريم خلف أن يطمسوا دور الجيش في معارك التحرير، بحيث غابت آنذاك صور قادة عسكريين في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فيما أصرت بعض الفضائيات على أن تجعل من الجيش الرقم الثاني في المعركة.
عندما كنا ننتقد أداء الأجهزة الأمنية ونطالب بالحفاظ على قيمة الجيش والقوات الأمنية، فهذا لأننا نريد جيشا وطنيا يكون للعراق والعراقيين جميعا بعيدا عن الانتماءات الحزبية، لا جيشا يدافع عن فشل الغراوي ويهتف باسم كنبر، ويأخذ التحية لقادة فاشلين من الذين ظلوا يهزجون بشعارات دعم القوات الأمنية طالما هي تتركهم يفعلون في البلاد ما يشاؤون..كنا ننتقد الجيش لأننا ندرك جيدا خطورة أن يتورط في لعبة السياسة، فيصير طرفا في معارك يمكن أن تحل بلغة الحوار لا بلغة الحروب.
اليوم وغدا سنرفع شعار "حافظوا على الجيش العراقي من أذناب الفاشلين، ومن السياسيين الفاشلين الذين يحلمون أن تكون هذه القوات داعما لهم للسيطرة على مؤسسات الدولة.
يكتب ديغول في مذكراته : " علمتني تجربتي في ميدان الحروب، أن الانتصار ليس أرقاماً بعدد القتلى، بل هو ذكريات عن الرجال الذين يصرون على أن يجعلوا من البلاد عنوانا لحياة جديدة".. عدت للاستشهاد بالغرب! ماذا افعل ياسادة ورئيس وزرائنا المؤمن يدين قصف السفارة الاميريكية ، وينسى ان هناك رصاص حكومي انهى حياة عدد من الشباب