TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الوزير التكنوقراط

العمود الثامن: الوزير التكنوقراط

نشر في: 5 فبراير, 2020: 09:51 م

 علي حسين

أعلنت الحكومة الصينية أنها انتهت من بناء وتجهيز أربعة مستشفيات كبيرة خلال أقل من عشرة أيام لمعالجة مرضى فيروس كورونا، هل تعرف جنابك حجم الأموال التي خصصتها هذه الجمهورية "الكافرة" للوقوف بوجه هذا الوباء "170" مليار دولار.

الرئيس الصيني الذي لا يصلي ولا يؤدي الفرائض أوصى حزبه الشيوعي أن يعتمد على الشعب بالدرجة الاولى للفوز بالمعركة ضد الوباء، مؤكدا أن مصالح الشعب أولوية قصوى في المعركة من أجل انتصار الحياة.. لتقدم بلاد المليار ونصف إنسان للعالم درساً في المثابرة لا مكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، التي تريد أن تنشر تعاليم "الجوكرية" في ساحة التحرير والحبوبي والنجف وكربلاء والديوانية والبصرة وميسان وبابل والمثنى. 

في زمن الفوضى ثمة نوعان من البشر: واحد يطفئ نار الفتنة، وآخرون يستميتون من أجل النفخ في رماد الخراب، النوع الأول لم نلتق به في"عراق المؤمنين" لكننا شاهدنا وعايشنا النوع الثاني من "النافخين" الذين طالبوا بتطبيق التوازن في الضحايا، بعد أن سرقوا البلاد باسم المحاصصة السياسية، تُسمي الفائزة بنوبل للآداب السيدة "سفيتلانا أليكسييفيتش" هذا النوع من البشر بأنه طفح سياسي، لا بد من معالجته قبل أن يتحول إلى مرض مميت، تعذرني صاحبة نوبل فإننا تجاوزنا مرحلة الطفح الجلدي إلى مرحلة المرض الخبيث الذي أصاب العديد من مسؤولينا، حتى وجدنا من يتلذذ بمشاهد الاعتداء على الفتيات في ساحات الاحتجاج. 

اليوم يقف معظم ساستنا أمام شاشات الفضائيات ليشتموا المتظاهرين ويحذّرونهم من دسّ أنفهم في الشأن العراقي، وان على شباب التظاهرات ان يسلموا امورهم للساسة ويرضون بما قسم لهم من رصاص وقنابل واخيرا " تواثي " ..سيقول البعض يارجل، لماذا تريد أن تُحوّل الجد إلى سخرية، ألم ترَ المؤامرة الأميركية، ياجماعة أنا كلما أشاهد مسؤولا عراقياً يهدد امريكا أصاب بحالة من التوقف عن الفهم . 

قبل أيام أعدت قراءة كتاب الفرنسي "جاك أتالي"، الذي يروي فيه حكايات السنين المقبلة، والمستقبل الذي ينتظر بلداناً مثل الصين والهند والبرازيل وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، ولم ينس أن يضع معها سنغافورة وأندونيسيا وفيتنام. يقول أتالي: هناك دول اختارت أن تحجز لها مكاناً في الصفوف الأولى من عربة المستقبل .

خاضت فيتنام حرباً شرسة ضد الأميركان راح ضحيتها عشرات الآلاف، وما تزال صور المآسي تحتفظ بها هانوي في متاحف خاصة، فيما تعجّ العاصمة الفيتنامية اليوم بالسيّاح الأميركيين والاستثمارات الأجنبية، وعادت سايغون مدينة تفتح ذراعيها للجميع، لكنها لا تنسى أن تحتفل بذكرى أبطالها الذين صنعوا لها المستقبل..نحن نحتفل في كل هجمة مسلحة ضد شباب التظاهرات بقطع الكهرباء عليهم .. سيقول الوزير التكنوقراط انها صدفة .. نعم ياعزيزي نحن نعيش زمن الصدف العجيبة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram