TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نقطة ضوء: عيد الصحافة الرياضية

نقطة ضوء: عيد الصحافة الرياضية

نشر في: 9 فبراير, 2020: 08:05 م

 د.علي الهاشمي

أثار مقالي الأسبوعي في جريدة المدى بتاريخ الثاني من شباط في تحديد عيد للصحافة الرياضية انتباه عدد من الصحفيين الرياضيين زملاء المهنة الذين اشادوا بالمقترح وأثروا بأفكارهم وملاحظاتهم ورغباتهم

هذا الموضوع الحيوي وأخص بالذكر منهم رواد الصحافة الرياضية خالد جاسم رئيس الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وصفاء العبد وجليل العبودي وحسام حسن ود.عمار طاهر ود.عدنان لفته وإياد الصالحي وضياء حسين ، لقد حفّزني وميض أقلامهم ووهج أفكارهم بالعودة مجدداً للكتابة عنه.

لست متجاوزاً للحقيقة عندما أقول أن الصحفيين الرياضيين يستحقون أن يُحدد لهم عيدٌ بعد أن أناروا دروب الرياضة بقناديل مازال وهجها ساطع ، ومازال الصحفيون الشباب يقتبسون من زيت ذلك القنديل مداداً يطرّزون به ما توفر لديهم من صفحات ورقية يرسمون بها صوراً رائعة تحاكي صورة الرياضة الجميلة في النفوس والأذهان .

لقد كان يوم 22 شباط 1922 مميزاً عندما أقدم شاب بغدادي توفرت له ظروف معينة للاطلاع على الصحافة الرياضية في الدول الأجنبية ليصدر صحيفته الرياضية الموسومة بـ (نادي الالعاب الرياضية) ليوقد محمد السيد علي حمادي أول شمعة للكلمة الرياضية المكتوبة ويؤرخ لبداية الصحافة الرياضية العراقية.

وإذا ما استذكرنا أن العراقيين مارسوا الرياضة وبالذات كرة القدم على المستوى المحلي عام (1917) فإن الصحافة الرياضية لم تتأخر كثيراً عن مواكبة بداية الرياضة لتؤكد الارتباط الوثيق بين الرياضة والصحافة الرياضية ، بين الانجاز الرياضي وبين القلم الذي اشّر الطريق الصحيح الذي يجب ان تسلكه الرياضة لتحلق عالياً في سماء البطولات.

لقد كان للكلمة المكتوبة والصورة المعبرة واللقطة المتميزة فضل في جذب انتباه الناس للرياضة ، فالصحيفة الرياضية تحوّلت كلماتها وتحليلاتها واخبارها الى ملاعب بيتية قربت الرياضة للناس وقرّبت الناس للرياضة حفرت أسماء الرياضيين في مساحات الذاكرة الشعبية وحوّلت صفحاتها الى أرشيف رياضي تأريخي نعود اليه للاطلاع على الانجازات والاسماء .

الصحافة الرياضية امتازت على مرّ الزمن بالتضحية والإيثار فلم تطالب لنفسها وشخوصها بأي امتياز بل طالبت لغيرها وانصفت من يستحق من الرياضيين ووضعت همومهم وآلامهم أمام أنظار المسؤولين ورفع الحيف الذي لحق بهم حتى تكللت جهود الصحفيين الرياضيين بصدور قانون رواد الرياضة .

لقد جَرَتْ محاولات لشمول الصحفيين الرياضيين بمِنح الرواد لتتكامل صورة الرياضة وأعلامها ، ورغم قلة عدد الصحفيين الرياضيين مقارنة برواد الرياضة فان عددهم لا يشكل عبئاً على ميزانية الجهة المانحة . وعُقدت الندوات واجريت تعديلات واضيفت مقترحات وكتبت ملاحظات ، لكن ذلك هواء في شبك والسبب ان الجهة التي تبنّت الموضوع لا علاقة لها بالصحافة الرياضية فإن لم تحقق المطلوب لا يلومها أحد لكونها غير مختصة بالموضوع في وقت لو تبنى المطالبة المباشرة الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية لتوصّل الى نتيجة افضل من أية جهة اخرى .

عندما نطالب شمول الصحفيين الرياضيين بمنح الرواد ليس لدلالته المادية بقدر الافصاح عن فهم لدى المسؤولين ان الرياضة والصحافة الرياضية وجهان لعملة واحدة تكمل بعضها فصعود الرياضي على منصات التتويج جاء حصيلة لآلاف السطور واللقطات والمقالات والتحفيز المعنوي الذي يساعد على الثقة بالنفس وتحقيق الذات والشعور بالتمثيل الاجتماعي الذي يدفع الرياضي في تحقيق الانجاز ، ولهذا أي فهم في رعاية الرياضة وتجاهل الإعلام الرياضي يجعل الرياضة تحلق بجناح واحدة مختلة التوازن من الصعوبة بمكان أن تصل الى الأهداف المرجوة.

بالعودة الى تاريخ 22 شباط 1922 حيث ستحل علينا بعد ( 12 ) يوم الذكرى ( 98 ) لانطلاق الكلمة الرياضية لتسجل تاريخا نعتز به جميعا ومن باب الوفاء والعرفان للذين اوقدوا الشمعة الاولى وما تلاها من شموع انارت طريق السائرين لا بدَّ ان نستذكر المؤسس الاول الصحفي محمد السيد علي حمادي وصحيفته نادي الالعاب الرياضية بالتقدير والعرفان في ذات الوقت نحيي كل الزملاء الذين سبقونا والزملاء الذين لم يجف مداد كلماتهم وجميع الذين كرّسوا حياتهم لإعلاء شأن الصحافة الرياضية والرياضة معنا ليتوّج هذا التقدير بتحديد تاريخ (22 شباط ) من كل عام عيداً للصحافة الرياضية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram