TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كواليس: (الباليه) فن درامي !!

كواليس: (الباليه) فن درامي !!

نشر في: 10 فبراير, 2020: 07:32 م

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد

1-2
يعّرف (دليل أوكسفورد للمسرح) رقص الباليه بوصفه نوعاً من الاستعراض الدرامي ويُقدم الفعل فيه بالرقص وبالتمثيل الصامت ومرافقة الموسيقى . وقد نشأ هذا الفن بداية في فرنسا في القرن السابع عشر. علماً بأن هناك استعراضات راقصة شبيهة بالباليه قد ظهرت مثل ذلك التاريخ في العهد الاليزابثي والجاكوبي الإنكليزي وأثبتت بان الرقص جزء مهم من تسليات القصور الملكية وقصور النبلاء، وارتبط الرقص ذلك الوقت بالشعر والدراما وبعد ذلك انتقل الى الأوبرا عند ظهورها.
في أواسط القرن الثامن عشر تم إصلاح (الباليه) وتطويره وذلك بارساء قواعد ومبادئ له. وكان (خان جورج نوفير) هو أول من ساهم في ذلك التطوير وكان الرجوع الى الطبيعة والخصال الأبسط كما هو في الكلاسيكية التي من أولى مبادئها الاعتماد على ثقافات الأغريق والرومان.
وفي الناحية التطبيقية دعا (نوفير) الى تبسيط الأزياء الحركات والاهتمام بالتعبير عن المشاعر وسرد الحكاية بالاداء الصامت. وعلى الرغم من إصرار (نوفبر) على التوافق الدرامي في تصميم الرقصات أو ما يسمى (الكوريوغرافي (Choreography) فان خطوات الراقصين وحركتهم قد أصبحت من أعراف الباليه الكلاسيكي وتحت رعايته وتحت ابتكارات الراقصين أنفسهم.
قامتأ الثورة الفرنسية بتعجيل تحرير الراقصين من الأعراف القديمة واتجاه الفنانين الى اقتباس ثيماتهم وأزيائهم وحركاتهم مما عرفوه عن الموروث الكلاسيكي.
في بداية القرن التاسع عشر انتقلت القيادة المبدعة في فن الباليه كما في فن الاوبرا الى إيطاليا ولوحظ أن معظم الراقصين في الباليه الفرنسي كانوا إيطاليين وهكذا سادت الأساليب الإيطالية الموسيقية والدرامية في الباليه وبالأخص في مدينة ميلانو بعد أن توفرت فيها بنايات مسرحية كبيرة تصلح لتقديم الاستعراضات الواسعة ولتوفر عدد من المؤلفين الموسيقيين البارعين أمثال (فيردي) و(روسيني) وخلال ذلك القرن تعززت العناصر المكونة للباليه الرومانتيكية الموسيقية والدرامية.
وكانت باليه (جيزيل) لجان كورالي هي الأشهر في تلك المرحلة وعندما تحقق مركز فن الباليه كان من الطبيعي أن تأخذ الأعراف صيغ القوانين وهكذا أصبح ذلك الفن تقليدياً . وكان من نتائج ذلك التطور أن أصبح للراقص الذكر دور ثانوي في الباليه نسبة لدور الراقصة الانثى. وفي نهاية القرن اختفى الراقص الذكر في الباليه خصوصاً من باريس حتى أصبحت أدوار الرجال تمثل من قبل راقصات أناث وكانت باليه (الحسناء النائمة) التي ألف موسيقاها (جايكوفسكي) هي الأشهر.
خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر أنتقلت جاذبية فن الباليه من إيطاليا الى روسيا. ورغم أن التوجيه الفني للباليه الأمبراطوري في مدينة (سان بطرسبورغ) بيد الفنانين الأجانب إلا أن الراقصين أنفسهم هم من الروس ومن مصادر محلية وجلبوا معهم النشاط المثير للرقصات الفلاحية والتي ميّزت الباليه الروسي ومنها (بتروشكا) والرقصات في (الأمير أيغور) و(حكايات الأطفال).
ويذكر أن الباليه الروسي لم يهمش دور الراقصين الذكور كما حدث في الباليه الأوروبية وذلك لأن للراقصين الروس جذوراً في التراث المحلي. وفي أواخر القرن التاسع عشر قدمت فرقة الباليه الإمبراطوري الى العالم وبأدارة (بيتيبا) تلك الروائع أمثال (بحيرة البجع) و(بوريس ورمانت) وكان (جايكوفسكي) أعظم موسيقار يؤلف للباليه وكان يتلقى الإرشادات من مصممي الرقصات – الكوبوغراف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram