TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سجّل أنا جوكر

العمود الثامن: سجّل أنا جوكر

نشر في: 10 فبراير, 2020: 10:18 م

 علي حسين

مؤلم للغاية ان تجد مواطنين عراقيين يتعرضون لحملة شرسة من التخوين لمجرد أنهم خرجوا للمطالبة بنظام سياسي يحترم آدميتهم،

ومدهش جدا أن تجد "كتلا سياسية" تعلن حرب البسوس ضد فتيات جريمتهن الوحيدة أنهن طالبن ببلاد أكثر عدالة وإنسانية، ومضحك للغاية أن تعتقد معظم الكتل السياسية أنه لولاها لما كان هنالك شيء اسمه عراق، منذ أن بدأت الاحتجاج وهناك أكثر من طبخة مسمومة يُراد من المتظاهرين تناولها ومضغها وهضمها، ثم توجيه الشكر للحكومة وأجهزتها الأمنية وأحزابها المسلحة على كرمها الشديد مع المواطن العراقي، الذي سمحت له أن يعيش معها تحت سماء واحدة.. تخيل جنابك أن قناة تلفزيونية تتهم المتظاهرين بانهم أسّسوا مركزا لبيع الأعضاء البشرية في المطعم التركي.. كيف؟ لا يجيبك مقدم البرنامج الذي لا تتردد على لسانه سوى كلمة "الجوكر"، الجوكر كانوا هنا، الجوكر يتاجرون بالأعضاء البشرية، الجوكر لديهم معمل لصناعة الخمور، الجوكر أسّسوا جناحا في الطابق السادس من المطعم التركي للأطفال الخدج، الجوكر يريد أن يبيع العراق لترامب، الجوكر اتصل بنتنياهو واتفق معه على صفقة القرن.. حتى تخيل المواطن العراقي البسيط أن "الجوكر" هو الذي نهب ثروات العراق، وهو الذي يمنع الكهرباء من أن تنير بيوت العراقيين، وهو السبب وراء انتشار المدارس الطينية، وغياب الخدمات الصحية، وانتشار أكوام القمامة في الشوارع والساحات، هو المسؤول عن ارتفاع نسبة الفقر وتفشي البطالة في بلاد الرافدين. 

في المقابل، كان الممثل خواكين فينيكس الذي أدى شخصية الجوكر يقول لنا أمس وهو يستلم جائزة الأوسكار: "نعمل في المجال الفني لسبب واحد رغم اختلاف الطرق والوسائل، فسواء عالجنا مشاكل مثل عدم المساواة أو العنصرية أو حقوق الإنسان أو حقوق السكان الأصليين أو حقوق الحيوان، فإن هدفنا الرئيس هو مكافحة الظلم".

مكافحة الظلم، هذا ما يبحث عنه المواطن العراقي الذي وجد نفسه دون أن يدري ملقبا بـ "الجوكر"، تخيل عزيزي القارئ نائب رئيس البرلمان يستنكر بشدة تعطيل الجامعات في محافظة ذي قار، لكنه لم يستنكر الرصاص الذي أطلق أمس على المتظاهرين وأدى إلى استشهاد أحد طلبة الجامعة لأنه خرج من أجل مكافحة الظلم. 

إذن الكل "جوكرية" وخارجون على القانون، لأنهم يرفضون طاعة البرلمان.. ويرفضون أن يعود عصر تدجين الشعب لكي يتوافق مع قيم ومفاهيم ووصايا صدام التي عاش العراقيون عقودا في ظل جحيمها ".. ولأنهم يرفضون أن يعيشوا في ظل نظام سياسي يعتقد أن البلاد ملك صرف له.

بعد سبعة عشر عاما من سرقة ثروات البلاد، والخراب وفقدان الامن والامان يريدون منا ان نؤمن بان البلاد ، تدهورت احوالها بسبب المدعو " الجوكر" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram