علي حسين
غريبة هي أخبار هذا العالم، فبينما تنشر صحافة العالم صورة الرئيس الصيني يرتدي الكمامة الطبية وهو يتجول في الشوارع والساحات مطمئنا الناس إلى أن بلاده لن تسمح لوباء كورونا أن يهزم الصين،
وجدنا لفيفا من مستشاري السيد عادل عبد المهدي يرفعون لافتة في مجلس الوزراء مكتوب عليها "بالبنط العريض": "ستبقى أفكارك نبراسا ينير طريقنا" مع إضافة جملة ظريفة وخفيفة "شكرا بحجم الوطن"، وماذا عن الـ600 شهيد الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج؟.. إنه أمر بسيط لا يثير الاهتمام حتى تنسى الحكومة ومعها الشعب افضال عادل عبد المهدي عليهما. ونقرأ في الأخبار أيضاً أن الصين قررت ضخ عشرات المليارات لمشاريع طبية تحارب بها الأوبئة، ونشاهد في الأخبار أيضا أطفالا عراقيين مهجرين يعيشون في الخيام وسط الثلج عجزت الدولة عن أن توفر لهم سكنا كريما، مثلما عجزت ومنذ سنوات عن أن توفر الأمان والأمن للمواطن العراقي.
ولا أريد أن أخبركم أن الصين برغم ما جرى لا تزال ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد والبؤس ودرجات متأخرة في التنمية والاقتصاد، رغم أن رئيس وزرائنا المقال كان يصدع رؤوسنا صباح كل يوم في جريدته العدالة بمطولات عن نظريته الفريدة في الاقتصاد !!. لا يهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا. المسؤول الصيني يؤمن بأن واجبه الأول خدمة الناس، ويؤمن أن النزاهة ليست خطابات يلقيها المسؤول في الفضائيات، وليست آيديولوجيا تُقرأ في الكتب، ولا حرباً باردة بين العشائر ، إنها عدالة اجتماعية ورقيّ إنساني ونزاهة وطمأنينة.
لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الرئاسات الثلاث تجتمع كل يوم وكل ساعة لتتدارس وتقرر أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر..يا سادة "حصر السلاح بيد الدولة"، هذا أقصى ما تتمناه الرئاسات الثلاث، وأقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي يصحو بين ليلة وضحاها على صواريخ تعرف الحكومة اسماء الذين يلعبون بها ، لكنها تخاف ان تقترب منهم !!.
لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن فالح الفياض تحول إلى فيلسوف يريد أن ينافس المرحوم هيغل في عقر داره حين أخبرنا امس أن كل ما حولنا جدل في جدل، وحضرتك وحضرتي أيضا جزء من هذا الجدل الذي لا يريد له الفياض أن ينتهي قبل ان يعلن شباب التظاهرات التوبة ، هل فهمتم شيئا؟ كان هيغل يقول "لم يفهمني إلا واحد، وحتى هذا أساء فهمي"، وأنا دائما أُسيء فهم السيد الفياض.