اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كورونا عراقية

العمود الثامن: كورونا عراقية

نشر في: 3 مارس, 2020: 10:50 م

 علي حسين

أعلنت الحكومة الصينية أنها استعانت بالسيدة "شن وي" في الحرب ضد فيروس كورونا. السيدة شن تعمل برتبة جنرال فى الجيش الصينى وتلقب بمدمرة الفايروسات، فقد استطاعت من قبل قهر وباء إيبولا ومن بعده سارس .

هذه المرأة العجيبة التي تبلغ من العمر 54 عاما عاشت أكثر من ربع قرن من حياتها تعمل بصمت في مشروع سرّي تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه إيبولا، وقدمت للعالم درساً في المثابرة لامكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، التي تسببت في حرمان حنان الفتلاوي من كرسي وزير الصحة، فقررت أن تعطينا دروسا في الستراتيجية السياسية وكان آخرها أن كتبت تغريدة قدمت من خلالها خمس نصائح للشعب العراقي أبرزها أن التفاؤل خطأ، وأقواها وأكثرها كوميدية أن "الانفراد بالرأي والتعنت لاينفع"، وكنت أتمنى أن تراجع السيدة الفتلاوي خطبها ولقاءاتها التلفزيونية قبل أن تكتب التغريدة "المجيدة" فالذي يستحق النصائح من كان يعتقد أن هذا الشعب لا تنفع معه إلا نظريات التوازن في القتل الطائفي. 

وبالنظر إلى الحالة الديمقراطية التي تلبست السيدة حنان الفتلاوي، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الثورية والدفاع عن حقوق المواطنين والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبا ما تكون رديئة ومتهرئة، فضلا عن كونها بضاعة مزيفة.

العالم يعيش هاجس الخوف من وباء "كورونا"، بينما نحن نعيش مع وباء اخطر واشد فتما وهو تصريح جهابذة السياسة الذين ينشرون كل يوم أنواعا جديدة من وباء الكذب والانتهازية والطائفية والخراب.. حين ينتشر الطاعون في رواية ألبير كامو نجد الساسة والمواطنين يصبحون أسرى داخل المدينة، فيما يبدل الوباء معالم العلاقات بينهم، فنحن هنا لسنا إزاء مرض قاتل فقط، وإنما بمواجهة التغيير الذي يحصل في علاقات الناس، فالمسؤول يبيع للناس طمأنينة زائفة مقابل أن يحصل على مزيد من الثروات مستغلا خوفهم وقلقهم، ورجل دين يدعوهم إلى طريق الهداية، فالطاعون غضب من الخالق على عباده المنحلين مثلما اكد لنا الشيخ مهدي الصميدعي الذي سخر من وباء كورونا واعتبر سفور المرأة اكثر خطورة من الوباء ويجب مكافحته .

منذ الأول من لانتفاضة تشرين بدأت الحكومة ومعها الجماعات المسلحة بإبداء توحشها تجاه ، حتى بدأ القتل والخطف وكأنه مسلك منهجي، المقصود منه مزيدا من الترويع الموجه إلى المجتمع، لقتل أي تفكير في الاعتراض والاحتجاج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram